ثورة اون لاين – غصون سليمان:
إيقاع الحياة المتجدد وطبيعة الحركة المعهودة للمجتمع الفتي تفرض حالة من الازدحام والحضور الكبير في الشوارع “والحافلات والسرافيس ” والأسواق والمحال المختلفة لقضاء الحاجات وهذا شيء لابد منه ، كنا نعيشه قبل جائحة كورونا التي فرضت شروطها أولا على مسار الحركة وقد جرب السوريون البقاء في المنازل ، تعلموا فيها الكثير من ترويض الصعوبات وهم يطبقون فيها شروط الوقاية بالحجر الصحي.
ولأن لكل مسبب نهاية لابد منها كانت إجراءات الحكومة تخفيف بعض مظاهر الحظر ،بغية مزاولة الناس لأعمالهم وتأمين متطلبات حياتهم اليومية.
لكن الحكمة تقتضي هنا أن يكون الإنسان حكيما وطبيبا لنفسه ومحيطه من خلال التزامه بنمط الحياة الجديدة من ناحية الاستمرار بممارسة سلوك الوقاية في البيت والشارع والعمل ،لأن منعكسات الإهمال للنصيحة الطبية قد خبرها معظم المواطنين عن قرب وجربوها بتفاصيل مختلفة على صحتهم وأسرتهم ومجتمعهم .
خلال الأيام الثلاثة الماضية عاد الصخب بقوة إلى العاصمة دمشق فحركة الازدحام كانت واضحة ولاسيما سيارات “التاكسي “العامة والخاصة فيما الحافلات الكبيرة كانت متواضعة ومقبولة جدا من حيث حضور الركاب ،لم يطرأ عليها تلك الزحمة المعهودة بناسها ، ما يدل على أنّ من يتواجد في الأسواق والشوارع لبضع ساعات هو لقضاء الحاجة . وليس للرفاهية وتمضية الوقت وهدره هنا وهناك ،ولعل ارتفاع الحرارة هذه الأيام ساعد على التزام الناس منازلها ومؤسساتها بالنسبة للعاملين فيها.
لا نبالغ إذا قلنا انّ الغالبية من أبناء المجتمع ملتزمة ومقتنعة إلى حد كبير بوجوب تغيير العادات والتقاليد المألوفة بين الناس كعادة المصافحة على ” الطالعة والنازلة ” كما يقال أو الاكثار من الجلسات الصباحية لربات المنازل ، وقعدات الشباب على نفس”الأركيلة “وغيرها من العادات غير الصحية خاصة في هذه الظروف الطارئة لوباء كوفيد 19.إذ بات كل واحد يدرك أن صحته أولا وأخيرا ،تنتفي عندها المجاملات والحياء أو الخجل من بعض الاحراجات التي تحصل بين الناس بحكم طبيعة العلاقات المعروفة والمتبادلة .
فترك مسافة بين شخص وآخر أثناء النقاش والحديث ،أمر في غاية السرور ، ومن يؤجل تدخين “سيجارته ” في حضرة الجماعة لتخفيف حدة التلوث ،وعدم إيذاء من لديه ربو أو حساسية موسمية ،يكون قد جنب نفسه والآخرين الشعور بالضيق والتعب .
إن ثقافة احترام الآخر والتجاوب مع ما يحب ويرغب أو يكره لاسيما في هذه الظروف ،هي معادلة قيمة ومهمة بأبعادها الاجتماعية والإنسانية والنفسية والصحية على صعيد العلاقات الفردية والجماعية . وبالتالي علينا أن نعزز مفهوم وجوهر الشعار الأكثر قوة وحضورا: الوقاية خير من قنطار علاج ..دامت بلادنا وصحة شعبنا ومجتمعنا بخير وعافية .