الاعتناء بالمحتوى الدرامي كأداة إعلامية تثقيفية ترفيهية ضرورة شأنها شأن الكتاب والسينما وبقية الفنون، وشأن المحتوى الرقمي..
منذ عشرات السنوات لم نستطع الاستغناء عن التلفاز، لكن بالحد الأدنى ألا نستطيع تخفيف الآثار السلبية لمحتوى قنواته وبرامجه ومسلسلاته المملوءة بالسلوكيات الإجرامية وأعمال العنف والعدوان، وتقديم المعلومات والأفكار بطرق مضللة؟…
الإنتاج الدرامي في كل موسم رمضاني ينبئ بأن لا مشكلة مالية ولا فنية، لكنه بكل أسف يكرس الجهود على مسلسلات تحمل في مضامينها جوانب وشخصيات وأفكاراً منفصلة عن واقعنا وأخلاقياتنا وتربيتنا وبيئتنا وموروثنا التاريخي والفكري، وأصبحت تركز على ما يمكن تركه من أثر سلبي في تكوين وبناء الشخصيات المتابعة لتلك الدراما من الكبار والصغار..
الأساليب الأكثر فعالية من إبداء الرأي الذاتي والإنشاء هو استحضار الأفكار القيمة، والاعتماد على المفكرين والكتاب المميزين لإثراء المحتوى الدرامي بهيكليات مختلفة وحاضن جيد من اللغة والأسلوب لنحصد جملة القيم الروحية والفكرية والاجتماعية والثقافية الأصيلة في أعمالنا الدرامية…
الخطر الذي يتهدد مجتمعاتنا ويجعلنا فريسة إرهاب عابر للحدود يحثنا ألا نكون فريسة إرهاب فكري وثقافي، ويحثنا على التفكر أيضاً في تجنب الخطر الأكبر في ركوب الموجة المؤذية لفضاءات الكذب والبطولات الوهمية…
نستحضر تجربة السينما السورية وإنتاجها خلال الأعوام السابقة من أفلام، والموازنة التي قدمها محتواها بين اللغة والفكرة والمجتمع والهدف، باختصار المحتوى ككل أنموذجاً انطلق من أسس نظرية سهلت عملية الإنتاج الفكري الراقي بكل تفاصيله والذي استحق المتابعة والمشاهدة…
فهل يكون الاستشراف في الإنتاج السينمائي خطوة نحو الدرامي…؟؟!!.
رؤية – هناء الدويري