تتعثر الكلمات في حضور الجهل أو التجاهل (لا فرق)، ويغدو الصمت وسيلة وحاجة ضرورية وأساسية من أساسيات التعايش مع الآخرين والاندماج والتواصل معهم.
(ثقافة التطنيش) التي أضحت حالة تطبع سلوك وتفاصيل حياة البعض من أبناء شعبنا، باتت تنذر بالأسوأ إذا استمرينا بهذه الطريقة اللا مسؤولة في التعاطي مع خطر جائحة كورونا، لجهة غياب الوعي والمسؤولية الوطنية حيال الالتزام بالإرشادات والإجراءات والتعليمات الاحترازية واتخاذ الاحتياطات الوقائية والصحية للتصدي لهذا الوباء القاتل الذي مازال يفتك بآلاف البشر في مختلف أنحاء العالم.
هذا الاستهتار الكارثي الذي قابلنا به حرص الدولة على حياتنا وأرواحنا ومعيشتنا وأرزاقنا، يعكس تصدعاً خطيراً في منظومة الوعي الجمعي، وهذا بدوره يأخذنا الى متاهات بعيدة قد نضيع فيها بسبب استهتارنا ولا مبالاتنا.
الوعي الوطني الذي تحركه وتحرضه نوازع الضمير هو ما نحتاجه هذه الايام، وكلما كان حرصنا وخوفنا على حياتنا وأبنائنا واهلينا كبيراً، كان حرصنا وخوفنا على حياة الاخرين كبيراً وإيجابياً أيضاً.
تحذيرات منظمة الصحة العالمية واضحة جداً في هذا الشأن، لاسيما تلك التي تؤكد أن الوباء مازال في أخطر مراحله على الاطلاق، في إشارة الى موجات جديدة من العدوى، وهذا ما يضعنا وجها لوجه أمام تحمل مسؤولياتنا الوطنية والأخلاقية حرصا على المجتمع بشكل عام، وهذا ما نصت عليه كل القوانين والشرائع والأديان.
فلنكن قدوة لأنفسنا من خلال الالتزام بتعليمات وزارة الصحة، ولنراقب ذلك من وازع أخلاقي ووطني محض.
عين المجتمع- فردوس دياب