يواصل الأميركي استراتيجية الخراب والعبث بكل خرائط وحوامل الواقع، والتي باتت أقوى من كل طموحاته ومشاريعه ومخططاته، وهو ما يعكس ويؤكد إصرار الولايات المتحدة على التشبث بسياسات الإرهاب والتخريب والتدمير.
ما يقوم به الأميركي في الشمال من إحراق للمحاصيل الزراعية، ومحاولة إحياء تنظيم داعش الإرهابي بعد سحقه من قبل الجيش العربي السوري، ليس جديداً ولا غريباً عن الولايات المتحدة، بل هو امتداد لسياساتها الاحتلالية التي لاتزال تجهد للحفاظ على حالة الفوضى، والحرب قائمة بهدف توسيع رقعة نفوذها واحتلالها وإطالة أمده حتى يتسنى لها استكمال مخططاتها ومشاريعها الاستعمارية.
هو شكل جديد من أشكال الإرهاب الأميركي، والذي يؤكد مجدداً أن الولايات المتحدة لم تأت إلى المنطقة لتنسحب منها قبل أن تحقق ما جاءت لأجله، بل حضرت وفي جعبتها الكثير الكثير من الطموحات والمشاريع والمخططات التقسيمية والتدميرية التي سقطت تحت أقدام الجيش العربي السوري.
الحقيقة التي يجب على الأميركي فهمها جيداً قبل الذهاب بعيداً في تصعيده وإرهابه، والتي يبدو أنه لايزال يتجاهلها حتى اللحظة، هي أن التحكم بعناوين وتفاصيل المشهد لم يعد بيده مطلقاً، بل أضحى بيد دمشق وحلفائها، وهذا ما أكدته كل المحاولات الأميركية والصهيونية البائسة واليائسة التي طبعت المشهد خلال المرحلة الماضية بغية العبث بالقواعد والمعادلات المرتسمة على الأرض، والتي أجهضتها الدولة السورية بجيشها البطل على كل الجبهات والمحاور.
المؤكد أن السلوك الأميركي بقدر ما بات يعكس حالة العجز والتخبط الذي يضرب الإدارة الأميركية، بقدر ما بات يعكس حقيقة النوايا والأهداف الاحتلالية والإرهابية لواشنطن، وهذا بدوره ينسف كل الادعاءات الأميركية بالغايات (النبيلة) للوجود الأميركي في المنطقة، والتي باتت مكشوفة وواضحة للجميع، والتي يتصدرها حماية أمن الكيان الصهيوني ونهب وسلب خيرات وثروات المنطقة.
نافذة على حدث – فؤاد الوادي