جريمة إرهابية أميركية أخرى موصوفة تضيفها إدارة ترامب ودولته العميقة المتصهينة إلى سجل جرائمها بحق الإنسانية وبحق الشعب السوري، بحرقها مئات الدونمات من محاصيل القمح للفلاحين في منطقة الشدادي بالحسكة، والتي تأتي متزامنة بسويعات قليلة مع قيام مرتزقة اللص أردوغان بإحراق محاصيل القمح والشعير للفلاحين بناحية تل تمر أيضاً، في سياق الاقتتال الدائر بينها بعد أن دربهم ذاك الإخواني الماسوني.
فأميركا الإرهابية لم تكتف بسرقة آبار النفط والتآمر مع الميليشيات العميلة لها في الجزيرة السورية، بل تعمدت إظهار الدرجة القصوى من وحشيتها وبشاعتها وقبحها في مشهد أكبر وأوسع بهذا الإحراق المقصود لمحصول سوري استراتيجي كي ترفع من منسوب تصعيدها وضغطها على الشعب السوري، في ممارسة إرهابية اقتصادية تعكس مدى سعيها لإرهاب حياة المواطن السوري بأقصى ما تستطيع من إجرام، خاصة أنه يأتي وسط أزمة اقتصادية وصحية عالمية وتحذيرات من حدوث أزمة غذاء دولية حادة بسبب تفشي فيروس كورونا.
هذا الإرهاب الأميركي المتزامن على سورية ما بين الصحي حيث كورونا والمعيشي والحياتي والاقتصادي بإحراق محاصيل القمح، تعكس مدى الحقد المتغلغل بالإدارة الأميركية ومسؤوليها من ترامب إلى بومبيو وجيفري ووزير حربها إسبر، في صورة حقيقية توثق المزيد من مزاعمها الجوفاء عندما تتحدث عن الإنسانية وعن مساعدات خلبية، وهي لا تمارس عقوبات اقتصادية خانقة وجائرة فحسب، بل تحاول أن ترفقها بمساع إضافية لتدمير حياة ولقمة العيش، عبر منع الحصول على الاكتفاء الذاتي والتحرر من هيمنتها وعدوانيتها المتواصلة على سورية، يساندها في ذلك أردوغان والغرب، الذي لم يكلف نفسه حتى إدانة إحراق أميركا لقمح السوريين وما يخلفه ذلك من تداعيات سلبية وخطيرة.
الأميركي يحاول أن يستثمر إرهابه ووجوده غير الشرعي أكثر فأكثر وما جريمة إحراق القمح إلا محاولة دنيئة لأطماعه وتكالبه وهوسه بالاحتلال والابتزاز، متوهماً أن أكباله وسلاسله الإجرامية قد تحيد النظر عن رفض وجوده أولاً، أو تقف عائقاً في طريق ما أنجزه الجيش من تحرير وتطهير الأرض من العمالة الإرهابية، كما يفعل صبيها أردوغان أيضاً عبر دفع مرتزقته للهجوم على مواقع الجيش السوري ومحاولاً قلب المعادلات.
هذا التسلل الأميركي وتسلسله بالجرائم لن يمنع سكان الجزيرة من الاستمرار في مقاومته حتى طرده بإذلال من الديار السورية مهما طغى في عدوانيته وهمجيته ولا إنسانيته، ومهما حاول استيطان الحدود السورية العراقية وتلغيمها بتنظيماته وميليشياته لمحاولة استعادة جزء من حالة الترهل والتفتت لغطرسته التي أهانتها المقاومة والجيش وفتتها على الجبهات والساحة الدولية.. والجيش السوري قادم لصنع انتصارات جديدة لا محالة على كامل تراب الوطن.
حدث وتعليق – فاتن حسن عادله