روسو كمنظّر وناقد للعقد الاجتماعي

 

الملحق الثقافي:حاتم حميد محسن:

ذكر روسو أن الإنسان ولد حراً لكنه في كل مكان مقيد بالأغلال (روسو، 2007، ص28). هذه المفارقة الصريحة بين الحرية واضطهاد الإنسان انعكست في كامل الفلسفة السياسية والأخلاقية لروسو، ولهذا من غير المدهش أنه تعرّض للكثير من النقد بسبب ما يبدو من غموض في أعماله (براون Brown، ناردين Nardin، رينجرRengger، 2002، ص397). هذا المقال يركز على التناقض الظاهر بين نقد روسو القوي لتقاليد العقد الاجتماعي، وفي نفس الوقت دفاعه عن نظرية العقد الاجتماعي باعتبارها الحل الوحيد لإنقاذ البشرية من الانحطاط والتفسخ.
أولاً، جرى استكشاف معنى «دولة الطبيعة»، والتي هي ذات أهمية أساسية في كامل الفلسفة السياسية لروسو، ثم مقارنة أفكاره مع المنظّرين الآخرين للعقد الاجتماعي أمثال هوبز وجون لوك. ثانياً، المقال يوضح لماذا روسو يلوم المجتمع لكونه أفسد الإنسان وحوّله بعد أن كان في الأصل بريئاً، وكيف هو بهذا ينتقد تقاليد العقد الاجتماعي. أخيراً، نحلل باختصار حلّه المثير للإشكال لإنهاء فساد البشرية من خلال إعادة التعليم، وتأكيد العقد الاجتماعي على الحرية من خلال الالتزام باتّباع القوانين والرغبة العامة.
المراحل الثلاث
هكذا، جرى التحقق من ثلاث مراحل وصفها روسو:
1- دولة الطبيعة، حيث الإنسان حر ومستقل.
2- المجتمع وفيه الإنسان مضطهد ومعتمد على الآخرين.
3- الدولة في ظل العقد الاجتماعي، وفيها من المفارقة أن يصبح الإنسان حراً من خلال الالتزام، هو مستقل فقط من خلال الاعتماد على القانون.
إن العقد الاجتماعي يعني اتفاق بين الناس على القواعد والقوانين التي يُحكمون بها. دولة الطبيعة هي نقطة البداية في معظم نظريات العقد الاجتماعي. هي فكرة مجردة تنظر في ما ستكون عليه حياة الإنسان بدون حكومة أو شكل من المجتمع المنظّم (لويد Lioyd، سريدهار Sreedhar، 2009). بالنسبة إلى روسو، فإن الغرض من دراسة دولة الطبيعة هو لثلاثة أسباب:
أولاً، يُفترض أن تعطي تفسيراً للظروف البدائية الأصلية للبشرية، ثانياً، أنها تساعد في تحديد الخصائص الرئيسية للطبيعة الإنسانية في الدولة الأصلية للإنسان، وثالثاً، أنها تساعد في وصف وتقييم «الدولة الجديدة للطبيعة» التي بكلمة أخرى، هي المجتمع الحالي (ماك آدم MacAdam، 1972 ص308). بدلاً من التركيز على المظهر التاريخي لدولة الطبيعة، يستعمل روسو هذا المفهوم كتصور ذهني لما هو مثال (كول Cole، 2007 ص11).
صفات الإنسان الأول
طبقاً لروسو، الإنسان في دولة الطبيعة «هو بطبيعته سلمي وخجول، عندما يواجه أقل خطر، يكون رد فعله الأول هو الفرار، هو يقاتل فقط من خلال قوة العادة والتجربة»(2002، ص417). يبدو أن الناس البدائيين «ليست لديهم علاقات أخلاقية أو التزامات مقررة.. هم ليسوا خيرين ولا سيئين، لا فضلاء ولا شريرين» (روسو، 2007، ص113). الإنسان هو «ما قبل الأخلاق» وبريء (براون، ناردين، رينجر، 2002 ص384). هو يهتم فقط برفاهيته وسعادته، مشبعاً حاجاته الشخصية ومتجاهلاً «كل شيء لا يلاحظه مباشرة»(نفس المصدر ص117)، هو منعزل ومستقل (غريمسلي Grimsley، 1973، ص116). هذا الشعور بحب الذات ويُسمى «amour de soi» لا يمكن أن يكون جيداً أو سيئاً إلاّ مصادفة (غرينGreen، 1950 ص16).

الإنسان مازال لم يكتشف المنطق، لم يعرف الحقوق، وهو يتصرف وفقاً لغرائزه (نفس المصدر ص15). هو لم يعرف الشعور بالحب وليس لديه أهمية للجمال ولا للخداع (روسو، 2007 ص117). ولذلك، من الصعب عليه معرفة معنى اللامساواة ما عدا اللامساواة الفيزيقية (نفس المصدر).
لوك يتفق مع روسو بأن الإنسان ولد حراً ومتساوياً لكنه يعتقد أن الإنسان الطبيعي هو سلفاً لديه حقوق معينة، مثل الحرية بالإضافة إلى بعض المنطق ليتخذ قرارات أخلاقية (غريمسلي، 1973 ص116). «.. ذلك كونه دائماً متساوياً ومستقلاً، لا يجب أن يؤذي آخر في حياته وصحته وحريته وممتلكاته»(لوك، 1994 ص117). وإذا كان لوك أكثر إيجابية من روسو، فان رؤية هوبز مليئة بالتشاؤم، تصف الحياة في دولة الطبيعة بالموحشة والقصيرة والمنعزلة، وكحرب الجميع ضد الجميع (هوبز، 1968 فصل 13). ومع أن روسو يقبل بأن الإنسان غير عقلاني (غريمسلي، 1973 ص116) هو يجادل بأنه جاهل بالعواطف، «الشرف، الاهتمام، التحيز، الانتقام»(روسو، 202 ص417)، لهذا جُعل القانون الطبيعي غير ملائم (نون Noone، 1970، ص697).
بداية التحول
إن المواجهة الأولى للفرد مع الآخرين تمثل منعطفاً حاسماً في كتابات روسو. الإنسان يكتشف أنه في حالات معينة من المنفعة المتبادلة، هو يستطيع التعاون مع الآخرين والوثوق بهم (روسو، 2007 ص119). هنا يتشكل ترابط ضعيف، لكن نقطة التحول الأساسية هي عندما يبدأ الإنسان يعيش في أكواخ مع عائلته، هو يبدأ العيش في مجتمع صغير (نفس المصدر، ص119-120). كل شيء يبدأ الآن بتغيير مظهره. الناس الذين كانوا حتى الآن يتجولون في الغابة، أصبحوا عبر اتخاذهم أسلوب حياة أكثر استقراراً، يقتربون من بعضهم تدريجياً، مكوّنين هيئات منفصلة، امتدت على نطاق أوسع، فبرزت أمة متميزة في كل بلد.. (نفس المصدر، ص 120).
عبر العيش مع زوجته وعائلته، يكتشف الإنسان الحب، وهكذا يطوّر فكرة الجمال والاستحقاق، مما يؤدي إلى المنافسة بالإضافة إلى الغرور والازدراء والعار والحسد (نفس المصدر). «مع الحب برزت الغيرة والشقاق وإراقة الدماء لأجل ألطف العواطف»(نفس المصدر). الإنسان يدخل مجتمعاً مصطنعاً، وبهذا يأمل أن يكون قادراً على إنتاج مزيد من التعاون (كنسنKnutsen ، 1994 ص 248). فقط من الآن فصاعداً أصبحت له القدرة على التصرف أخلاقياً وعقلانياً، يختار أفكاره الخاصة ولم يعد مجرد تابع لغرائزه، يمارس الرغبة والعقل والضمير (غريمسلي، 1973، ص116).

من خلال العقل، يمكن لحب الإنسان لذاته أن يقوده إلى الإنسانية والفضيلة (فوسين voisine، 1996 ص 32-33). لكن المقارنة الدائمة مع الآخرين ورؤية المرء لنفسه فوق الآخرين يقوده إلى الفخر، الإنسان فسد بسبب بيئته (نفس المصدر). على خلاف الرؤية الذرية لهوبز ولوك للبشرية، يعني أن الإنسان تكوّن بشكل رئيسي قبل الدخول في المجتمع، وهكذا يصف روسو التحول السيكولوجي للإنسان في المجتمع، مؤكداً على أهمية بيئته الاجتماعية (تشابمان chapman، 1968 ص98).
«أنا لا أريد تكرار القول إن الخطأ الذي وقع به هوبز وفلاسفة آخرون هو أنهم خلطوا بين الإنسان الطبيعي والإنسان الذي أمام عيونهم..» (روسو، 2002 ص 424). حالما دخل الإنسان في المجتمع، فهو دخل في الاعتمادية. إن نشوء الملكية الخاصة وتقسيم العمل أوجدا اختلافات في الثروة والقوة والمكانة (كنسن، 1994 ص249). الإنسان الأول الذي فكر مع نفسه بالقول «هذا لي»، ووجد الناس بسطاء بما يكفي للتصديق به، كان المؤسس الحقيقي للمجتمع المدني. كما كان بالإمكان إنقاذ البشرية من ذلك الكم الهائل من الجرائم والحروب والأعمال الوحشية…(روسو 2007، ص118).
وهكذا، يرى روسو أن اللامساواة خُلقت من خلال الاعتمادية المتبادلة الفاسدة التي تشكل المجتمع. مع أن الإنسان في الأصل اعتقد أن المجتمع سوف يزيد حريته، لكنه في الحقيقة فقدها. «الجميع يسرعون بتهور إلى أغلالهم، يأملون ضمان حريتهم»(نفس المصدر، ص124). يرى روسو، أن الإنسان عبر تخلّيه عن حريته، هو ليس فقط يحط من حياته، وإنما هو «يبطلها» (نفس المصدر ص127). «من خلال حدث مميت، والذي لأجل الخير العام ما كان يجب أن يحدث «(روسو، 2007 ص 121)، انتقل الإنسان من الدولة الأصلية للطبيعة إلى «دولة جديدة للطبيعة» تميزت بالاضطهاد (ماك آدم، 1972، ص 308).
على عكس هوبز ولوك، لا يرى روسو المجتمع المدني كتقدم ضروري من دولة الطبيعة. هو ينتقد شكل المجتمع وتقاليد العقد الاجتماعي لزمانه التي يعتبرها بائسة، وينتقد كذلك النظريات السابقة الهامة والمؤثرة لمفكري العقد الاجتماعي. هو يرى نظرية العقد الاجتماعي لهوبز باعتبارها تجيز السيادة المطلقة و»النظام المروع» (نفس المصدر). هو أيضاً باستمرار ينتقد غروتس لتأييده فكرة العبودية (2007 ص 29 ). المجتمع ولّد الإنسان، جعله ضعيف جسدياً وأخلاقياً ومعتمداً على الآخرين، ولكي يضيف إلى كل هذا التشاؤم، روسو لا يرى هناك طريقة للرجوع إلى دولة الطبيعة، الاستقلالية الفطرية قد ضاعت إلى الأبد (ليفين Levin، 1970 ص 502).
إن مجتمع الدولة الحديثة المولد أدّى إلى حالة مرعبة من الحروب، وهكذا أصبح الناس الفاسدون والمحبطون غير قادرين على الرجوع إلى الوراء أو التخلي عن المكتسبات المميتة التي حصلوا عليها.. هم بذلك يكونون قد قادوا أنفسهم إلى حافة الخراب (روسو، 2007، ص123).
هو يجادل أن الأغنياء أصبحوا معتمدين على الفقراء، لأنهم لم يعد بوسعهم معرفة كيف يوفرون الأشياء لأنفسهم، بينما الفلاحون والقرويون استُخدموا كعمل يدوي وربما يكونون لمدى معين معتمدين ذاتياً، وهي النقطة التي تميز فلسفة روسو عن فلسفة ماركس (ليفين، 1970، ص497). روسو يعتبر هذه الاعتمادية أكبر حرمان من الحرية (روسو، 2007 ص 28) وهكذا هو يكتب في رواية (إميل)، أن الإنسان يجب أن يُعاد تعليمه. هو لا يزال يعتقد أن الإنسان من حيث الجوهر هو مثالي، التعليم يُفترض أن يخلق إنساناً جديداً يستطيع الدفاع والاعتناء والتفكير لنفسه «وألا يعتني بأي شيء لأجل وزن الرأي الشعبي»(روسو، 2004 ص 284)، وأن يعيش في مجتمع (تشارفيت charvet، 1980، ص69).
بالإضافة إلى أشكال جديدة من التعليم، ينطلق روسو ليخلق أفضل نظام سياسي، ويعترف بإمكانية التحرك قدماً من الفساد (تشارفيت، 1980 ص69).»هدفي أن أتساءل هل بالإمكان أن يكون هناك أي حكم معين شرعي للإدارة في المجتمع المدني، يأخذ الناس كما هم والقوانين كما هي؟ (روسو، 2007، ص28). الشيء المربك، مع أن روسو حتى الآن انتقد تقاليد العقد الاجتماعي، لكنه يسمي حلّه العقد الاجتماعي. من المفترض أن يجعل الناس متساوين وأحراراً، حماية الحرية هي الأكثر أهمية (غريمسلي، 1973 ص 93). المشكلة هي في إيجاد شكل من المؤسسة بما لديها من قوة مشتركة كلية سوف تدافع وتحمي مصالح كل من يرتبط بها، والتي يكون فيها كل واحد متّحد مع الجميع، لكنه يبقى يطيع نفسه وحده ويستمر حراً كما كان من قبل. (روسو، 2007، ص32).
كل فرد لكي يصبح حراً، يجب أن يتخلى عن كل حقوقه لكامل الجماعة، موجداً نفس الظروف للجميع وبهذا تتحقق المساواة (نفس المصدر، ص32-33). «أخيراً، عندما يعطي كل إنسان نفسه للجميع، هو لا يعطي نفسه لأي إنسان آخر»(نفس المصدر). الناس دائماً عرضة لما يسميه روسو بالرغبة العامة. إنها ليست رغبة كل الأشخاص أو الأغلبية، لأن حتى الأغلبية قد يساء فهمها، وإنما هي دائماً جدارة العامة «والخير الأعظم»(نفس المصدر). «أياً كان من يرفض طاعة الرغبة العامة سوف يُجبر على الطاعة من جانب كامل الهيئة. هذا يعني لا شيء أقل من أنه سيُجبر ليكون حراً»(روسو، 2007، 34).
هذا مرة أخرى يذكّرنا أن الإنسان «في كل مكان مقيد بالأغلال». حرية الإنسان بهذا تكون نسبية، هو لا يستطيع إيذاء حرية أي شخص آخر وهو يجب عليه اتّباع القانون، وفوق كل ذلك، الرغبة العامة للحفاظ على المجتمع المنظم (غريمسلي، 1973 ص93). الإنسان حر فقط عبر الطاعة، هو يجب أن يصبح معتمداً على القانون لكي يصبح مستقلاً (ماك آدم، 1972 ص309). في العقد الاجتماعي، يرفض روسو خاصيتين تقليديتين اثنتين للمجتمع: أولاً، السلطة السياسية لا يجب أن ترتكز على القوة، لأن استعمال القوة ليس صحيحاً أبداً. «طالما لا أحد لديه سلطة طبيعية على زملائه، وطالما ليس لذلك معنى، فإن الاتفاقات تبقى الأساس في السلطة الشرعية بين الناس»(روسو، 2002 ص8).
ثانياً، الإنسان لا يمتلك اجتماعية فطرية، والذي يعني أن المجتمع ليس حدوثاً طبيعياً، لكن إذا قرر الإنسان ذلك، فهو لديه الإمكانية للدخول في علاقة مع زملائه (غريمسلي، 1973 ص92). المجتمع يجب أن يتشكل وفق خيار عقلاني، الاضطهاد ليس صحيحاً أبداً (نفس المصدر). هكذا هو يرفض رؤية غروتس بأن العبودية الدائمة للناس الأسرى هي مقبولة، وبالتأكيد يرفض كذلك رؤية هوبز المؤيدة للحكم المطلق.
مشاكل أخرى
وبعيداً عن المفارقة الظاهرة في تأييد روسو للعقد الاجتماعي، هناك عدة مشاكل تبرز عند قراءة العقد الاجتماعي (نون، 1970، ص707)، (بيرترام Bertram، 2010). أولاً، هو لا يحدد ماهية الرغبة العامة بإعطاء أمثلة (نون، 1970، 708). كيف يمكن أن نكتشف وجود الرغبة العامة، كيف يمكن أن يعرفها الأفراد ويعرفوا أنها الخيار الأفضل الوحيد لهم، إذا لم «تُحدد رسمياً» كما يقول روسو؟ (روسو، 2007، 32).
وفي نفس الوقت، قاعدة الرغبة العامة سوف تبدو دائماً نظاماً مطلقاً في ذاته، شيء رفضه روسو كلياً في هوبز، لأنه دائماً يجب أن يطاع. كذلك، في حالة حصول أي تغيير في العلاقة بين العقد الاجتماعي والالتزامات ودولة الطبيعة والرغبة العامة، فإن هذا سوف يشوّه كامل الفلسفة السياسية والأخلاقية لروسو (نون، 1970، 708). «الفقرات في هذا العقد تقررت بشكل محكم بواسطة طبيعة القانون، لدرجة أن أبسط تعديل سيجعل تلك الفقرات عقيمة وغير فعالة» (روسو، 2007 ص 32). بالإضافة إلى ذلك، مع أن روسو يعرّف الالتزام السياسي كاتبّاع للقوانين والرغبة العامة، لكن لا توجد هناك مواصفات للالتزامات الفردية (نون، 1970، 707 ). أيضاً، بينما هو يعرّف السيادة كـ «ممارسة الرغبة العامة» (روسو، 2007، 36)، هو لا يذكر قوانين محددة يجب أن تكون سيادية (نفس المصدر).
مشاكل أخرى يمكن العثور عليها في رواية (إميل)، رغم أن روسو يحتقر الغني، لكن الطفل (إميل) من الصعب أن يجد معلماً خصوصياً لأنه ليس ثرياً (ليفين، 1970، 511). علاوة على ذلك، مع أن إميل يُفترض أن يتعلم التفكير لنفسه، لكنه تحت «إشراف الرغبة»(نفس المصدر، ص512). مرة أخرى، هذا يقود إلى نفس المفارقة، إميل، مع أنه حر، لكنه لا يزال مقيداً بالأغلال.
استنتاج
روسو هو في الحقيقة ناقد ومؤيا لنظرية العقد الاجتماعي في آن واحد. طوال عمله، هو يرى أن المجتمع أفسد البشرية، وفي معظم أعماله، هو رفض فكرة هوبز في الحكم المطلق. وفي نفس الوقت، ولكي يخلق عقداً اجتماعياً خاصاً به ومختلفاً يراه الحل الوحيد للهروب من الفساد، هو يستعمل أفكار من تقاليد العقد الاجتماعي بأن الناس يجب أن يتخلوا عن السيادة إلى سلطة لحماية حريتهم، هذه السيادة تكمن ضمن الكل، وتتجسد ضمن الرغبة العامة. عبر تسمية عمله بالعقد الاجتماعي، روسو يعني أنه يريد أن يُفهم في سياق من التعاقدية. لهذا هو يجري تحولاً من (القديم) إلى (الجديد) بتصوره للمجتمع والسياسة (كول cole، 2007، ص10).
النظام الذي يراه روسو كحل للتغلب على فساد المجتمع هو في نفس الوقت غامض ولا يمكن تغييره. هذه إشكالية، لأن روسو يفشل في إعطائنا أمثلة سياسية عن كيفية تطبيق عقده الاجتماعي، ولذلك من غير الواضح كيف يعمل في التطبيق. كذلك، يبدو غريباً كونه لا يمكن تغييره، باعتبار أن البشرية يمكن أن تتطور. من جهة أخرى، من المهم ألا نتّبع العقد حرفياً، وأخيراً، فإن طريقته في خلق مبادئ عالمية من تعميم ظروف الإنسان، إنما ترتكز على القليل من الحقائق مقارنة بما ترتكز عليه من «الحق» السياسي (نفس المصدر).
من ورقة بحثية للباحثة نيكولا آن هاردويك Nicola-Ann Hardwick قُدّمت إلى جامعة لندن – كلية رويال هولواي، بتاريخ 10 كانون الثاني/ يناير 2001.

التاريخ: الثلاثاء19-5-2020

رقم العدد :999

 

 

آخر الأخبار
إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى