ثورة أون لاين:
هي المقاومة ترسم بحناء الدماء وجه المنطقة.. تمزق خرائط الذل على أبواب المرحلة.. لتغدو بيتاً من الشعر.. شطره الأمة وعجزه البندقية.. فكان التيمم برائحة البارود يوم جف ماء الوجه والعروق للأنظمة العميلة في المنطقة.
رحل الجميع من تاريخ العرب.. من مجدهم.. وبقيت المقاومة وحاضنتها الإقليمية، طهر الصلاة في محراب الانتصارات، من جنوب لبنان إلى نخيل العراق.. لتُصعد الصليب في فلسطين وتعلن القيامة المجيدة في سورية.. وتبشر اليمن.
في الخامس والعشرين من أيار لم نعد نتحدث عن معركة وانتصار… بل باتت المقاومة ثقافة وممارسة تشق طريق النصر من الكلمة إلى البندقية هي مفتاح الحلول وأسوار الصمود.. هي تلك الأغنية الأزلية على شفاه المجد في طريق النصر.. عبرت إلى تموز، وغرست راياتها في عيني إسرائيل.. تشابكت بنادقها مع بندقية الجندي في سورية، فغدت دمشق عاصمة لها..
هنا في دمشق تعصم المقاومة قرارها.. وتختار قبلة سلاحها يوم بقيت ثابتة على المدى المجدي لإسرائيل.. فتفتت نتنياهو من انهيارات الجولاني والبغدادي، وأفسد لمعان سلاح المقاومة كل هدايا ترامب للكيان الإسرائيلي من نقل السفارة والاعتراف بالجولان المحتل إلى صفقة القرن وضم الغور والمستوطنات.
بعد 25 من أيار ما عرفت المنطقة الانكسار رغم كل المؤامرات.. ربما لأنها المقاومة باتت مزروعة في وجداننا، وتهطل من حنين للحياة والعنفوان فينا.. تخرج من أوجاعنا بين سورية وعراقنا.. وهي في فلسطين ما غادرت بيتها، ولا فرّطت بمفتاح وجودها.. فحيث حلت تراجع الأعداء وخرجوا، ولم يعودوا إلى حدود دم الشهداء.
البقعة الساخنة – عزة شتيوي