ثورة أون لاين- فؤاد مسعد:
أحد أهم عوالم نجاح الممثّل قدرته على إقناع المشاهد عبر مختلف الحالات التي يقدّمها على الرغم من التباين والتباعد فيما بينها والتناقض الذي قد تحمله، فشخصية رشوان في مسلسل (الواق واق) النابضة بالحياة والمرحة والمُحبة تقع في مطبّ مختلف تماماً عن شخصية جبران في مسلسل (مقابلة مع السيد آدم) التي تعكس في أفعالها أكثر الصفات سوءاً وصفاقة في النفس البشرية من انتهازية ووصولية وفساد، هما وجهان لا يلتقيان إلا لدى ممثل يستطيع ضبط إيقاع كلٍّ منهما وتقديمها بألق وحرفية عالية فيقنع الجمهور ويدفعه لأن يحبّه هنّا ويكرهه هناك .
هذه الحال التي بدا عليها الفنان شادي الصفدي محققاً الاختلاف عبر ما قدّمه في الموسم الدرامي الأخير من خلال التنوّع واسع الطيف مكرّساً هويته في الأداء مرسّخاً بصمته عبر ما جسد من شخصيات، فبالإضافة إلى دوره المميّز في (مقابلة مع السيد آدم) إخراج فادي سليم، هو سيف في مسلسل (سوق الحرير) إخراج الأخوين بسام ومؤمن الملا، كما حقّق حضوراً له طابع كوميدي في الجزء الثاني من مسلسل (ببساطة) إخراج تامر اسحق، وشارك في مسلسل (أولاد آدم) إخراج الليث حجو.
هذا التنوّع رافقه تلوّن في أداء كل شخصية قدّمها لتظهر بشكل مختلف عبر الإحساس ونبرة ونغمة الصوت والأدوات التعبيرية الحاضرة دائماً.. كلّها أمور كانت محسوبة بدقة في كل مرة يقف فيها أمام الكاميرا، وعبر شخصية جبران في (مقابلة مع السيد آدم) لم يكتفِ بالغوص إلى العوالم الداخلية للدور وإنما التقط المفردات التي تصنع الشخصية وتجبلها، وذهب بها إلى أبعد من ذلك باحثاً عن تاريخها لتأتي نابعة من داخله مترجماً أفعالها بمنطقها ولسانها وإحساسها لتبدو روحاً نابضة بكل ما فيه من صفات، يضفي عليها ما يتمتّع به من كاريزما خاصة تؤهّله للإمساك بناصية شخصية مُستفزّة ومُحرّضة للممثل وتحتاج لمن يمسك مفاتيحها بإحكام ليلج من خلالها إلى عوالم غنية بالدهاء والحنكة والانتهازية والشرّ.