فتح أعداء سورية من أمريكان وأتراك وعملاء ومهملين ومستهترين جبهة جديدة من جبهات الحرب الكثيرة على سورية، العسكرية المترامية الأطراف، والاقتصادية المتنوعة، والإعلامية المسمومة، نعم فتحوا جبهة جديدة، هي جبهة حرائق الأراضي الزراعية، لحرمان سورية من قمحها وشعيرها بشكل خاص.
واستعرت تلك الجبهة بحدة تدمي القلب مع حريق غير مسبوق لجزء كبير من واحة النخيل والزيتون والرمان في تدمر ( عروس الصحراء ).
حرب الحرائق على سورية، رأت النور، لأول مرة على نطاق واسع في العام الماضي وكان موسم القمح ممتازاً، وتجددت هذه السنة بحدة أكبر وببداية مبكرة ببالونات حرارية أطلقتها طائرات أمريكية على حقول القمح والشعير في الحسكة، وكأنها أعطت الإيعاز، للأعداء ولعملائهم على الأرض السورية بالبدء بحرق المواسم السورية.
الموسم هذه السنة ممتاز ويجب أن نربحه، وتشير وزارة الزراعة إلى أرقام مهمة بتقديرات الإنتاج.
ومثلما صمدنا وانتصرنا على جبهة الحرب العسكرية، يجب ان نتسلح باليقظة التامة والمثابرة والصبر للانتصار على جبهة الحرائق، فدوام جميع العاملين في الزراعة والإطفاء والدفاع المدني…. الخ يجب أن يكون هناك على مقربة من الحقول، فما يحدث يجب إخماده فوراً، هم يريدون حرماننا من ملايين أطنان القمح والشعير، لنضطر إلى الاستيراد، ما يعمق أزماتنا الاقتصادية.
وإذا قرأ أن ثمة نقصاً فادحاً في الحصادات، وهذا بديهي بسبب الحصار فإن النداء أن احصدوا بالمناجل. للضرورة أحكام ونحن لا نقول أن الحاجة أم الاختراع فالمنجل موجود في بيوت كل منتجي القمح، ومالذي يمنع أن نستعين بمئات ألوف الشبان والشابات، لتعويض قدرات الاَلات (الحصادات والدراسات والرافعات وحتى الشاحنات وسيارات الإطفاء لنربح مواسمنا ونطفيء الحرائق، ونوفر مليار دولار على الأقل، ونعيد فوراً غرس الاراضي المحروقة بالشجيرات.
من يتأمل في الحرب العدوانية على سورية يجد أن من أهم أهدافها – التدمير الشامل – وحرمان سورية من تقدم سريع حققته، إذ كانت الدولة العربية الوحيدة التي تصدر القمح بدلاً من استيراده ووصلت صادراتها من القمح إلى مليون طن في السنة على الرغم من أن استهلاكها السنوي كان قد وصل إلى ثلاثة ملايين طن قمح في العام ٢٠١٠.
الهدف الاقتصادي من الحرب على سورية واضح وضوح الشمس في كبد السماء في عز الصيف، وعليه فإن الجهد على الجبهة الاقتصادية، يجب أن يماثل بطولاتنا على الجبهة العسكرية. إنه يحتاج إلى العمل لا إلى الاستهجان والصراخ والشتائم ومنطق لا يقيم وزناً للظروف المحيطة بظاهرة ما أو واقعة أو أزمة مستفحلة.
وسننتصر إذا تفانينا، وعملنا، وقديماً قيل: كل شيء بالأمل إلا الزراعة فهي بالعمل. إن زراعة معطاء قادرة على توفير حلول ناجعة لكثير من صعابنا الاقتصادية.
أروقة محلية- ميشيل خياط