كذب سياسي وسرقة للنفط.. الوجود الأمريكي في المنطقة مسألة وقت لا أكثر

ثورة أون لاين – منهل ابراهيم:

في موطن المقاومة والخير على الأرض السورية التي تكثر فيها بيادر القمح وهي تبعث عطر طهارتها وخيرها في الأرجاء يحاول المحتل الأمريكي والتركي تدنيس هذه الطهارة … ترتفع أصوات حديد أرتال الآليات العسكرية الأمريكية في الشمال قادمة من العراق لتوسيع قواعدها غير الشرعية البغيضة وبناء قواعد جديدة في محيط آبار وحقول النفط السوري.
مشاهد آليات ثقيلة ومدافع وعتاد عسكري ومئات الجنود يدخلون أسبوعياً عبر معابر مع العراق، تثبت أن ما يحدث في تلك المنطقة أبعد من إثبات لوجود المحتل الأمريكي وحتى سرقة النفط.
الولايات المتحدة ترسل منذ بداية شهر شباط تعزيزات عسكرية ولوجستية كبيرة إلى قواعدها غير الشرعية في شمال شرق سورية بمعدل قافلتين كل أسبوع ،تضم كل قافلة بين 50 و100 شاحنة.
هذه التعزيزات تشمل دبابات وعربات مدرعة بأحجام مختلفة، وصواريخ مضادة للدروع، وطيارات بلا طيار، وذخائر.. وهذا النشاط الأمريكي الملحوظ يأتي ضمن الخطة التي تنفذها واشنطن على الأرض في تلك المنطقة، من إعادة التمركز في قواعد قديمة، والعمل على إنشاء قواعد جديدة، لتثبت أمريكا يوما بعد يوم أن الكذب السياسي هو جزء من تعاطيها مع الآخرين.
فالحديث عن الانسحاب وإغلاق الأبواب ما هو إلا كذب وتكتيك ضمن استراتيجية واضحة، تتلخص بمصلحة أمريكا بديمومة الحرب الظالمة على سورية.. وكل الكلام الأمريكي عن الانسحاب أو تخفيض عديد القوات ما هو إلا ترهات وكذب يمارسه ترامب وإدارته بشكل فاضح.
مصادر ميدانية كشفت أن قوات الاحتلال الأمريكية بدأت بتحويل بيوت قديمة قرب دير الزور إلى ثكنات ومراكز عمليات عالية التقنية، وقامت بالاستيلاء على 1000 دونم من الأراضي في محيط حقل كونيكو للغاز بريف دير الزور الشمالي الشرقي خلال الأيام القليلة الماضية لتوسيع قاعدتها اللاشرعية في حقل كونيكو من خلال ضم الـ 1000 دونم المستولى عليها بعد تجهيزها ووضع سور من الأسلاك المعدنية الشائكة حولها.
المصادر بينت أن القوات الأمريكية نشرت ثلاث بطاريات، باتريوت، في القاعدة الأمريكية، الموجودة في حقل “كونكيو” النفطي، وأنها تسعى لنشر المزيد من البطاريات المماثلة في عدة مواقع لها في ريف المحافظة.
لا يقتصر عمل قوات الاحتلال الأمريكية على ضجيج الأرتال، وأصوات المعاول التي توسع القواعد غير الشرعية وتبني الجديد منها، بل تمارس دورا يوضح أن سرقة النفط السوري أيضا أولوية لها، حيث أكدت مصادر أهلية أن خمس عربات عسكرية مصفّحة تابعة للمحتل دخلت إلى موقع محطة “غونة” النفطي، في بادية الحسكة الجنوبية الشرقية والتابعة لمديرية حقول نفط الجبسة في منطقة الشدادي.
وذكرت المصادر أن العربات دخلت إلى المحطة النفطية صباح اليوم بحماية طائرات حوامة تابعة لقوات الاحتلال الأميركية.. وأوضحت أن العربات كان بداخلها عدد من الجنود الأميركيين وبعد دخولهم إلى مبنى المحطة قاموا باستجواب العاملين فيها، واستفسروا عن آلية سير العمل ومواعيد جداول المناوبات وإنتاج المحطة اليومي.
وأشارت المصادر إلى أن دخول عربات الجيش الأميركي المحتل إلى مواقع النفط والغاز التابعة لمديرية حقول الجبسة، ازدادت خلال الفترة الأخيرة، وذلك من المعابر غير الشرعية مع العراق ومن مقر القاعدة العسكرية غير الشرعية التابعة لهم بمدينة الشدادي.. وأشارت إلى أن العربات تقوم بالتجوال في محيط تلك المواقع، قبل أن تتجه شرقاً باتجاه محور مناطق رجم الصليبي والحسو ورجم العيال على امتداد الحدود السورية- العراقية.
إن إدارة دونالد ترامب التي تعتمد على جناح متشدد داخل البنتاغون وعلى رأسه ماك ماستر، والجنرال ديفيد بترايوس تسعى إلى إعادة إحياء جسد الإرهاب في تلك المنطقة من الجغرافية السورية، ما يفرض تعاونا بحسب المسؤولين الأمريكيين مع شركائهم فيما يسمى بالتحالف الدولي، والبقاء لفترة أطول في الداخل السوري، والاستمرار في إرسال المزيد من الجنود الأمريكيين، لتكون إلى جانب حلفائهم في “قسد”.
كل هذا يوضح إعلان “البنتاغون” إعادة تفعيل ما أسماه زوراً “عمليات مكافحة الإرهاب في سورية بعد توقف مؤقت”.. وذلك على لسان الجنرال كينيث ماكنزي قائد القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية، والذي يعني مد عمر وزمن بقاء القوات الأمريكية المحتلة في المنطقة التي تعتبر الخزان النفطي الأهم لسورية، والسلة الغذائية الرئيسية، أي استمرار حرمان الدولة السورية من مواردها الرئيسية، ومحاولة قطع الطريق الواصل بين دمشق وبغداد نحو طهران.
ومن وجهة نظر أخرى، لا يمكن النظر للإمدادات العسكرية الأمريكية التي تدخل بشكل متسارع إلى الداخل السوري، بمعزل عن السياق الإقليمي.. إذ إن تزايد النشاط العسكري الأمريكي يأتي بعد فترة وجيزة من تصاعد احتمالات اندلاع حرب إقليمية، والإصرار العراقي على انسحاب القوات الأمريكية من العراق، والعمل في محور المقاومة على إنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة، بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني ورفاقه، وهذا يؤكد أن ما يدفع الأمريكي إلى كل تلك التعزيزات، ليس سرقة النفط وحسب، بل معرفتهم الأكيدة بأن وجودهم في المنطقة بات مسألة وقت.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة