الملحق الثقافي : عقبة زيدان:
ليس هناك من عمل مكتمل، وهذا ليس عيباً أبداً. ولكنّ هنالك أعمالاً كثيرة يمكنها أن تتحول بلمسات بسيطة وجهد لا يذكر إلى أعمال رفيعة.
الحديث هنا عن الدراما السورية، والتي انتهى عرضها في رمضان، وحققت مشاهدات عالية على مستوى الوطن العربي.
عُرض أحد المسلسلات، مع أنه لم ينتهِ، أي أنه يتألف مما يزيد على الثلاثين حلقة ولم يعرض سوى نصفه، ربما لأسباب تتعلق بالوباء العالمي. وسبب عرضه بالتأكيد مادي بحت؛ إذ إن عدم عرضه ربما كان سيلحق بالشركة المنتجة خسارة كبيرة.
مسلسل آخر، أتقن ممثلوه أدوارهم بشكل ملفت. ولكن التفكير الربحي، أدى إلى الإطالة المملة، والتي بدورها أهدرت المتعة التي يجب أن يوفرها العمل. فهذا العمل كان يستحق عشر حلقات على أكثر تقدير، ولكنه امتد إلى أربع وثلاثين حلقة، إضافة إلى أنه لم يكتمل، وتم ترحيل الأحداث من جديد إلى موسم رمضاني آخر، أي إلى جزء آخر. وهذا هدر درامي كبير. ولكن الأمر متعلق بالمادة أيضاً، التي يبدو أنها ميزان العرض.
ورغم أني لا أحبذ هذا النوع من القصص التي تناولها المسلسل، والتي تؤذي من الناحية الجمالية لما فيها من عنف، إلا أنني أجد أنه مسلسل متقن من الناحية الأدائية والفنية الإخراجية. واستطاع المخرج أن يشد المشاهد العربي بقوة إلى الأحداث، ولكنه تورط في الإطالة غير المبررة فنياً.
يقول مثل روسي: «الاختصار شقيق العبقرية»، وهذا صحيح تماماً، لأن التكثيف يجعل العمل متماسكاً وممتعاً، أما الإطالة فإنها ترهق العمل وتحشوه بالفراغات.
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء2-6-2019
رقم العدد :1000