ثورة أون لاين_هفاف ميهوب:
العزلةُ التي فرضها الوباء، أضمرت الشرّ للهواء.. أشحنا عنه، فلفظتنا الحياة ،فعشنا وحدتنا.. تكورنا على ذاتنا، فازدحمنا حد انفجارنا.. في حنجرةِ الوقت ننبض، وضجيج الصمت.. يختنقُ فإن أوكسجينه بلا صلاحية تعينه على استنشاقٍ يُعافي.. أوعناقٍ لا يُجافي.. حتى بين جدران صار فيها الإنسان.. يحيا ويقتاتُ الضجر، من المجهولِ المنتظر..
تَمردنا فكان تردُّدنا.. قررنا، خرجنا، تباعدنا.. رأينا الذات المحتاجة، لهواءٍ ينعش أو حاجة.. لضميرٍ أو أخلاق نفذا.. بقي النفاق.. يغدق علينا وفنونه، أوبئة شتى وعيونه.. ترنو إلى ما تبقى،من أنفاسنا الأنقى.. تسعى لتلويث مداها، فنعود لنحتضن هواها ..
نعود للعزلةِ وفيها نترقّب آتٍ يعنيها.. يعني الفضاء وموتاه، في تفاقمٍ أرداه.. موبوءٌ ،والتكهُّنات التهمتْ أمل الحياة.. بغدٍ انتظرنا يبشرّنا، خيَّبنا مثلما حاضرنا.. فمتى الأمان يتجوّل، دونَ جراثيمٍ تتغوّل؟!.. إنها عنّا غريبة، لا ودَّ فيها ولا طيبة..
خُنقتنا، تحدينا أكثر، واجهنا، فنحن لا نُقهر.. لن يُخنق فينا الورد، ولا حتى عطر الوجد.. أحياناً وأكثر من مرة، استشعرنا أنفاسنا حرة.. يا كل العالم لاآسف ،عليك ومنك أتأفف.. اعزلنا، اخنقنا، لن نُقتل، وإن متنا نحيا فتأمّل..
اعزل أرواحنا تتعشَّق، بهواها وفيه تتعتّْق.. المدى بات يختنقُ، شئناهُ عنا يفترقُ.. يرنو وبحقدٍ يسألنا، لِمَ التفاؤل موطننا.. نردُّ رغم تلوّثه، بأهواءِ من يتنفسه: أنفاس العزلة تتلمس، منّا الحياة لتتنفّس..