أساليب العقاب النفسي وتأثيره على الأبناء

ثورة أون لاين-غصون سليمان:
يستخدم البعض من الناس وخاصة الأهل أساليب تعتمد إثارة الألم النفسي عند الأطفال والأبناء عن طريق توجيه العنف لهؤلاء إحساسهم بالذنب كلما أخطؤوا ،فيكون السلوك هو “تحقير”وتأنيب هذه الشريحة والتقليل من شأنها، مع توجيه النقد المستمر لتصرفات بعض الأطفال في المنزل مما يفقده الثقة ويعوده التردد والخوف والجبن .
ومن أساليب العقاب النفسي التي يذكرها الدكتور علي بركات في كتابه العوامل المجتمعية للعنف المدرسي ، هي مطالب الآباء الزائدة من الأبناء إذ كثيرا ما نسمع ذاك الطفل أو اؤلئك الأطفال الذين يمتلكون نوعا من حب التعلم والدراسة ويريدون متابعة تحصيلهم العلمي، ولكن وضع أسرهم المادية جعلتهم يتركون المدرسة ليساعدوا أهلهم.
وأحيانا يلاحظ أن بعض الآباء يحفزون أطفالهم على ترك مدارسهم ،وبالتالي هؤلاء الآباء لا يدركون أن ضغطهم هذا على أبنائهم سوف يولد مشاكل ومتاعب، ربما لا يستطيع تحملها حتى الكبار .و الجانب الآخر الذي أشار إليه بركات ،هو مطالبة الآباء وأبنائهم أن يبذلوا جهودا كبيرة في تحصيلهم الدراسي وبما لا يتناسب مع مكانتهم وقدراتهم العقلية ما يشعر الأطفال انهم محاصرون نفسيا وعقليا، فهم من جهة ليس بوسعهم أن يطوروا قدراتهم الدراسية، ومن جهة أخرى لن يستطيعوا أن يسعدوا أهاليهم الذين يكونون مستعدين لأي شيء يتطلبه نجاح وتفوق اولادهم ويلاحظ أن هذه المطالب تصب بشكل عام ضد الأطفال، فهم بكل الأحوال سيكونون مثقلين بهموم ومتاعب وآلام نفسية حادة .
والأمر الآخر كذلك هو مقارنة الطفل بأخوانه وزملائه أي عدم المساواة بين الأخوة وتفضيل الصغير على الكبير على سبيل المثال ، أو مقارنة الابن مع ابن الجيران أنه” أشطر” أو “اذكى” وهذا بدون شك يؤثر على نفسية الطفل مستقبلا ويشعر بالحسد و الحقد والغيرة تجاه الطفل الذي كان يقارن به.
ومن أساليب العقاب النفسي ايضا استخدام ألقاب السخرية والتأنيب حيث يقوم بعض الآباء والأمهات بتأنيب أبنائهم على أية هفوة تصدر منهم ، وأحيانا نجدهم يطلقون ألقابا على أبنائهم لا يحبونها ،مايجعل الأطفال بسبب هذه التصرفات يحسون ويشعرون بالضيق من تسميتهم، وقد يلازم اللقب الطفل حتى مماته مما يجعله يصاب بعقدة نفسية إن لم يحب هذا اللقب .
كما أن للإهمال دورا في التعنيف النفسي حيث نجد في مجتمعنا العديد ممن جرفتهم الحياة وهمومها بعيدا عن أبنائهم فكل واحد منهم أصبح يعيش في عالم منعزل عن الآخر، لا يعرف أحد عن الآخر سوى اسمه وأشياء صغيرة، كأن نرى بعض الأمهات لا يهتمين إلا بشكلهن الأنيق وزيارت الصديقات.و بالمقابل نجد بعض الآباء مشغولين بأعمالهم لدرجة انهم ينسون أن لديهم أطفالا، كأن يقضي الأب جل وقته في المقامرة أو البقاء لأوقات متأخرة خارج المنزل،وقد يصاحب هذا الإهمال نوع من التحقير للطفل عندما يقدم الطفل للأم عملا قد أنجزه وسعد به فإذا بها تحطمه وتنهره وتطلب منه عدم ازعاجها بمثل تلك الأمور التافهة حسب رأيها .
ومع تكرار هذه الأعمال يفقد الطفل مكانته في الأسرة ويشعر بالعدوانية ضدها ، وعندما يكبر ربما يجد في الجماعة مكانته ويجد الحب والعطاء الذي حرم منه .كل ذلك يؤثر على النفسية العامة، عنف السيطرة،بمعنى تحكم الأ ب أو الأم بنشاط الطفل والوقوف بوجه رغباته التلقائية ،ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التي يشعر بها ولو كانت مشروعة حسب وجهة نظر الدكتور بركات ،أو إلزام الطفل بالقيام بمهمات وواجبات تفوق قدراته وامكانياته،وأن لم يلب المطلوب يتعرض للعنف والضرب،فهناك أسر عديدة تتبع هذا النوع من السلوك تجاه أطفالها وأولادها، مايجعلهم يسيطرون على أبنائهم من نواح كثيرة علمية وشخصية وغيرها.

آخر الأخبار
إعلان بغداد: الحفاظ على أمن واستقرار سوريا واحترام خيارات شعبها للمرة الأولى.. انتخابات غرفة سياحة اللاذقية ديمقراطية "الاتصالات " ترفع مستوى التنسيق  مع وسائل الإعلام لتعزيز المصداقية مياه " دمشق وريفها: لا صحة للفيديو المتداول حول فيضان نبع الفيجة  "موتكس" يعود كواجهة لمنتج النسيج السوري إطلاق الوكالة الأولى للسيارات الكهربائية بسوريا وتوريد أول 500 سيارة  ورشة العدالة الانتقالية توصي بتشكيل هيئة ومعاقبة المتورطين بالجرائم  "بطاطا من رحم الأرض السورية"..  مشروع وطني يعيد تشكيل الأمن الغذائي   مشاركون في قمة بغداد: مواصلة دعم سوريا ورفض أي اعتداءات  الوزير الشعار "يطمئن" على معمل الليرمون  بعثة طبية لـ"سامز" تستهدف عدة مستشفيات في سوريا الشيباني أمام قمة بغداد: سوريا لجميع السوريين ولا مكان فيها للتهميش أو الإقصاء البنك الدولي: سعداء بسداد متأخرات سوريا ومجال لإعادة التعامل  بمشاركة سوريا.. انطلاق أعمال القمة العربية الـ 34 في بغداد  ArabNews: فرصة تاريخية لانطلاقة إيجابية في بلاد الشام م. العش لـ"الثورة": قطاع التأمين سيشهد نقلة نوعية تطوير مهارات مقدمي الرعاية الاجتماعية في درعا   تحت إشراف مباشر من محافظ السويداء، عدد من طلبة السويداء يتوجّهون اليوم إلى جامعة "غباغب"..   كيف يواجه الأطفال تحديات التكيف بعد سنوات من اللجوء؟  استثناء الطلاب السوريين المتقدمين للشهادة اللبنانية من الحصول على الإقامة