الولايات المتحدة تفرغ كل أحقادها وسمومها الإرهابية دفعة واحدة، وسورية تواجه بكل قوة وصلابة، وتأخذ في حسبانها خطورة هذه المرحلة التي تريدها إدارة المعتوه ترامب مفصلاً لتثبيت دعائم مشروعها الاستعماري في المنطقة، بعد سلسلة الهزائم المتلاحقة التي منيت بها الاستراتيجية الأميركية بفعل قوة الصمود والإرادة التي واجه بهما الشعب السوري الإرهاب الأميركي المتدحرج في مراحله السابقة، وانتصر في كل جولات المواجهة.
اليوم تسعر الولايات المتحدة حربها العدوانية على كل الجبهات العسكرية والسياسية والاقتصادية، وتستميت عصابة المحافظين الجدد في البيت الأبيض لانتزاع تنازل سياسي من قائمة الثواب السورية، قبل أن يدوس المحتجون ضد العنصرية بأقدامهم رقبة ترامب المرمية تحت المقصلة السياسية، وعندها سيرضخ لواقع الهزيمة ويعلن إفلاسه، فالأشهر المعدودة المتبقية من عمره السياسي، وإدراكه بصعوبة تمديد فترة حكمه عبر الصندوق الانتخابي تجعله كالوحش الكاسر، يريد غرز أنيابه الانتقامية صوب كل من قاوم غطرسته، وأهان هيبة دولته، وأفشل مخططاتها ومشاريعها العدوانية.
ترامب الخارج من رحم الإرهاب الأميركي، يريد إخضاع إرادة السوريين لينعم الكيان الصهيوني بالأمان، ويتمدد على حساب الحقوق الفلسطينية، ويستأثر بالتحكم بمصير وقرارات شعوب المنطقة، ويتوهم أن إجراء إدارته العدواني تحت مسمى ” قانون قيصر” سيقلب معادلات القوة في سورية بعد أن رسختها انتصارات الجيش العربي السوري في الميدان، ليسهل معها تمرير شروط الاستسلام لتغيير وجه المنطقة، ولكنه جاهل في قراءة دروس التاريخ واستخلاص العبر، وعقليته عاجزة عن استيعاب معنى أن يملك شعب مقاومة متجذرة في عروقة، وقادر على قهر أي قوة متجبرة تحاول النيل من سيادته الحرة، ولتلميذ ترامب في الإرهاب المدعو جيمس جيفري، والمسمى المبعوث الأمريكي إلى سورية، والذي تفاخر باستهداف السوريين بلقمة عيشهم على أمل خضوعهم لعملية سياسية وفق الشروط الأميركية، وعلى مقاس الأطماع الصهيونية أن يتعظ من خيبة شريكته في الإجرام غوندا ليزا رايس عندما سبق وتباهت بالإرهاب الصهيوني والأميركي أثناء عدوان تموز على جنوب لبنان 2006 وقالت وقتها إن العالم يشهد آلام مخاض ولادة شرق أوسط جديد، ولكن بالنتيجة أصيب هذا المشروع الاستعماري بضربة قاصمة، تماماً كما يجهز السوريون بصمودهم ومقاومتهم على بقايا هذا المشروع اليوم، ويفضحون حقيقة أميركا وأجرائها الأوروبيين، ويكشفون زيف ادعاءاتهم الإنسانية.
أميركا اليائسة تلهث لرفع حدة مفعول إجراءاتها القسرية الاقتصادية، بإرهاب عسكري مواز يترجمه مرتزقة نظام المجرم أردوغان، على غرار هجوم إرهابيي “النصرة” على مواقع الجيش العربي السوري في منطقة الغاب، واعتداءات قوات المحتل التركي على المدنيين بريف الحسكة، وجرائم ميليشيا “قسد” بحق الفلاحين في منطقة الجزيرة، وتمعن أيضاً قوات المحتل الأميركي بنهب وسرقة النفط، وحرق المحاصيل الزراعية، لجعل ما يسمى ” قانون قيصر” أشد إيلاماً وقسوة عله يبلغ هدفه، ولكن مهما كان تأثيره فإنه لن يمنح إدارة ترامب أي فرصة لتحصيل مكاسب سياسية تخدم المشروع الصهيو-أميركي، ورغم كل خطورته على الشعب السوري، فإن مفاعيله لن تلوي ذراع سورية المقاومة والصامدة.
نبض الحدث – ناصر منذر