الخوف يخيم على الحكومات الأوروبية بعد الاحتجاجات الأميركية

ثورة أون لاين – سامر البوظة:
امتداد الاحتجاجات ضد العنصرية لتطول الدول الأوروبية، دبت الرعب داخل الحكومات الغربية خوفا على مصيرها السياسي، وخشية من افتضاح عنصريتها المستشرية بحق شعوبها أيضا، وهذا ما جعل الكثير من المسؤولين الأوروبيين وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يزعم بأنه ضد النهج العنصري خلافا لسلوك حكومته،التي قدم إليها بعض الاقتراحات لتحسين احترام الأخلاقيات في سلك الشرطة، والتي خبر الفرنسيون سيئاتها أثناء عمليات القمع الوحشي لاحتجاجات “الستر الصفراء” في أوقات قريبة سابقة.
ماكرون الذي طلب أيضا من وزيرة العدل نيكول بيلوبي النظر في قضية وفاة أداما تراوري، الشاب الأسود البالغ من العمر 24 عاما أثناء توقيفه عام 2016، أراد الظهور كشخص مدافع عن حقوق الإنسان، وهذا ما يعريه رفضه القاطع لكل المطالب الاجتماعية والخدمية والصحية التي نادى بها الفرنسيون قبل عدة أشهر، وطلب من رجال الشرطة وقتذاك الضرب بيد من حديد للمشاركين بالاحتجاجات ضد نظام التقاعد والعمل الجديد الذي فرضه، ويضر بالعاملين الذين لديهم تاريخ مهني بدرجات متفاوتة، ويجبر الجميع تقريبا على العمل لساعات دوام أطول، مثل سائقي القطارات الذين يمكنهم التقاعد الآن عند سن 52، وهو ما يعني العمل لسنوات أخرى بالنسبة لهم.
الاحتجاجات ضد العنصرية في أوربا والمؤيدة لمثيلاتها في أميركا, لن تكون عابرة وتأثيراتها ستطول المجتمع الأوروبي الذي يعاني هو أيضا من النظام العنصري القائم, خلافا للشعارات الطنانة التي تنادي بالإنسانية وتتغنى بحقوق الإنسان, ما يعني أن حكومات تلك الدول لن تكون بمأمن عما يجري في أميركا وهي ليست أحسن حالا فهي لا تقل عنصرية عن الولايات المتحدة وانتهاكاتها, والآن بدأت تتلمس الخطر من ارتفاع حالة الغليان الشعبي ضد الممارسات والسياسات العنصرية المتبعة.
ففي بريطانيا التي اجتاحتها الاحتجاجات لمدة يومين للتنديد بعنف الشرطة، وتضامنا مع المواطن الأميركي جورج فلويد الذي قتل على يد الشرطة في ولاية مينيسوتا الأميركية، كانت حكومة بوريس جونسون قد استنفرت مسبقا لمنع حدوثها بحجة “كورونا”، حتى أن جونسون توعد المحتجين وهددهم على طريقة صديقه ترامب بمحاسبة المسؤولين عنها, معتبرا أن الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في بريطانيا أفسدتها “أعمال البلطجة”، وهذا يشير إلى المخاوف البريطانية المتصاعدة لجهة افتضاح السياسة العنصرية التي ترتكز عليها الحكومات البريطانية لإدارة شؤونها الداخلية والخارجية، حتى أن الصحف البريطانية تحدثت عن منشأ العنصرية الأميركية وأن منشأها هو بريطاني بحت, وهذا ما أكدته صحيفة “الغارديان”، التي قارنت بين العنصرية في الولايات المتحدة ونظيرتها في بريطانيا، في ضوء تطورات أزمة جريمة مينابوليس العنصرية, فقالت بإحدى مقالاتها للكاتبة البريطانية فوه هيرش “إن العنصرية التي قتلت جورج فلويد قد بنيت في بريطانيا، وهذه ليست مجرد أشياء فظيعة تحدث في أميركا، ويعرف السود أننا بحاجة إلى تفكيك النظام نفسه هنا، أي في المملكة المتحدة”، واعتبرت الكاتبة أن “السود” في بريطانيا مازالوا يتعرضون للإهانة والتحقير.
حتى في ألمانيا فإن الانتقادات التي وجهتها حكومة انجيلا ميركل لتهديدات ترامب بقمع الاحتجاجات ضد العنصرية التي تشهدها بلاده، لا تخرج عن سياق الاستهلاك الإعلامي، والهادف إلى محاولة تلميع الوجه العنصري الذي يطغى على السياسات الألمانية، الداخلية منها والخارجية.

آخر الأخبار
توزيع ألبسة شتوية على مهجري السويداء في جمرين وغصم بدرعا   زيارة مفاجئة واعتذار وزير الصحة..  هل يعيدان رسم مستقبل القطاع؟   5 آلاف سلة غذائية وزّعها "الهلال  الأحمر" في القنيطرة آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب"