ثورة أون لاين – محمود ديبو:
رغم السماح باستئناف النشاط السياحي بعد التوقف بسبب إجراءات الوقاية من (كورونا) المستجد، إلا أنه لم يتم تسجيل حركة نشطة منذ أن عادت المنشآت السياحية للعمل، وفي هذا يشير أحمد دياب عضو مجلس إدارة غرفة سياحة دمشق الى أن النشاط متفاوت ما بين المحافظات، إلا أنه على العموم في حده الأدنى، حيث لم تتجاوز نسب إشغال الفنادق في دمشق 4% من كامل طاقتها الاستيعابية، كذلك المطاعم تبدو نسب الإشغال فيها بأقل من 10% عموماً.
ولفت دياب إلى أن هذا التراجع جاء نتيجة الارتفاعات الكبيرة بالأسعار التي طرأت على جميع السلع والمنتجات خلال الأيام القليلة الماضية والتي ساهمت برفع تكاليف المنتج السياحي لعدة أضعاف، إلى جانب أن الإجراءات الاحترازية والاشتراطات التي طلب من المنشآت تطبيقها ترتب على مستثمري المنشآت السياحية تكاليف إضافية لجهة شراء مواد التعقيم وغيرها والتي تضاف أيضاً إلى تكلفة المنتج.
كذلك ما يتعلق بالرحلات الداخلية التي تم الإعلان عنها مؤخراً من قبل بعض مكاتب السياحة والسفر فإنها وإن كانت قد حققت جذباً إلا أنها لم تستطع أن تحرك السياحة بالشكل المطلوب، للأسباب نفسها والمتعلقة بارتفاع التكاليف، في وقت تراجعت فيه القدرة الشرائية للدخل لدى الشرائح المستهدفة والتي كانت ما قبل هذه الفورة الأخيرة للأسعار تعتبر من رواد المنشآت السياحية وخاصة المطاعم.
إلى جانب أن انشغال الكثير من الأسر بامتحانات الشهادات وكذلك الامتحانات الجامعية خفف من الحركة عموماً وهذا انعكس على تراجع عدد رواد المنشآت السياحية إلى جانب باقي العوامل.
من جهة ثانية نوه دياب بأن هناك بعض المنشآت رفعت أسعارها بشكل غير منطقي وهذا ساهم أيضاً في عدم إقبال الرواد، فمن غير المقبول أن يدفع المواطن ألف ليرة ثمن كأس شاي و3500 ثمن صحن مسبحة مثلاً، لأنها تفوق قيمة التكاليف الحقيقية بنسب كبيرة، وهذا ينفر الزبائن ويعطي فكرة غير صحيحة عن الأسعار.
وتوقع دياب أن تنشط الحركة السياحية والرحلات باتجاه المقاصد الساحلية والجبلية خلال الشهر القادم، بسبب الانتهاء من الامتحانات والتفاؤل بتراجع نسبي للأسعار، ما يساهم بزيادة نسب الاشغال في الفنادق والمطاعم وبالتالي عودة عجلة السياحة إلى الدوران ما سيترك أثراً ايجابياً في زيادة عدد فرص العمل (الموسمية) وتنشيط الحركة التجارية وحركة النقل وغيرها.