ثورة أون لاين – ادمون الشدايدة:
بعد أن أفشل الميدان أوهام نظام اللص أردوغان وإرهابييه يسعى الأخير كعادته لأن يلعب في الوقت بدل الضائع، ووضع معادلات اشتباك جديدة لتكريس أوهامه التوسعية في محاولة لإنقاذ مشاريعه العثمانية، حيث حاول على مدى سنوات الحرب الإرهابية أن يحقق هذا المشروع التخريبي، لكنه بات يدرك خطر الانزلاق في مستنقع الفشل، لا سيما وأن الدولة السورية أكثر تصميما على تحرير كل شبر من أراضيها، وهذا ما يحسب له النظام التركي ويخشاه.
وفي الآونة الأخيرة صعدت أنقرة من أوهامها وخططها لتغيير هوية الشمال السوري، سواء بالإرهاب وللقوة العسكرية أو عبر التتريك، وكانت أحدث تلك المحاولات في مدن بريف حلب الشمالي، باصدار أوامره لمرتزقته تداول العملة التركية في المعاملات التجارية، بدلا من الليرة السورية.
يأتي ذلك مع محاولات حلف الإرهاب ضد سورية وعلى رأسهم أميركا ممارسة الضغوط الاقتصادية على الشعب السوري وبالتالي رفع قيمة الليرة التركية على حساب الليرة السورية، كما انه يكمل دور أنقرة وواشنطن القاضي بسلب المقدرات السورية كسرقة النفط، و حرق المحاصيل السورية. وبحسب بعض المحللين فإن تصرفات اردوغان الرعناء جاءت بسبب ما تشهده البلاد من عجز في الميزانية حيث تقدر بمليارات الدولارات، وقد أظهرت بيانات وزارة مالية النظام التركي تسجيل عجز في الميزانية قدره 3ر17 مليار ليرة أي ما يعادل 53ر2 مليار دولار في أيار الماضي.
وذكرت وكالة رويترز أنه وفقا للبيانات فإن العجز الأولي الذي لا يشمل مدفوعات الفائدة بلغ 64ر7 مليارات ليرة في أيار، كما سجل عجز الميزانية 1ر90 مليار ليرة في الأشهر الخمسة الأولى من العام.
وتشهد تركيا تدهورا كبيرا في عملتها بسبب السياسات الاقتصادية والسياسية الفاشلة التي ينتهجها نظام أردوغان جراء ممارساته القمعية داخل وخارج البلاد.
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد فالأدوار الإرهابية التي ينتهجها ويمارسها الحلف الإرهابي حلقات من سلسلة مترابطة تلتقي عند رغبة السيد الأميركي لتنفيذ أوامره بضرب الاقتصاد السوري، وفي هذا الإطار تواصل مرتزقة الاحتلال التركي من التنظيمات الإرهابية إجرامهم وممارساتهم الإرهابية بحق الأهالي عبر تجديد إضرام النيران في مساحات واسعة من حقول القمح والشعير بريف رأس العين شمال غرب الحسكة، بهدف حرمان الأهالي في الشمال من مصادر رزقهم والضغط عليهم لإجبارهم على التعاون معهم والتأثير سلباً في الاقتصاد السوري في ظل الحصار الذي تفرضه دول غربية بقيادة واشنطن على سورية.
كل تلك الممارسات الإرهابية، وأساليب السرقة والنهب وإحراق محاصيل السوريين الإستراتيجية تندرج في سياق سياسة الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه الولايات المتحدة، وجندت له كل وكلائها وعملائها، ليكتمل مشهد العدوان الذي يصب في النهاية في خانة الأهداف الصهيونية، وأردوغان ومرتزقته هم جزء من تلك الأدوات الرخيصة التي تستخدمهم أميركا والكيان الصهيوني لتحقيق تلك الأهداف.