ثورة اون لاين – بيداء قطليش:
بعد أن أكدت الاحتجاجات المشتعلة في الداخل الأميركي عنصرية وإرهاب إدارة ترامب كما سابقاتها، وبينت زيف شعاراتها بشأن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، لاتزال الإدارة الأميركية تحاول الدفاع عن سجلها الإرهابي المليء بالجرائم الإنسانية، ولاتزال تعيش كذبة أنها المدافع عن الحقوق والحريات، التي لطالما تتشدق بهذه الكذبة على المنابر الأممية لتخفي أطماعها الاستعمارية وحقيقتها الإرهابية.
ما يدعو للسخرية هو ما تبجح به المبعوث الأمريكي في جنيف أندرو بريمبرغ، الذي قال قبل ساعات من بدء نقاش في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بناء على طلب الدول الإفريقية بخصوص العنصرية و “وحشية الشرطة” في مواجهة المحتجين: “باعتبارنا المدافع الرئيسي في العالم عن حقوق الإنسان، فإننا نطالب جميع الحكومات بإظهار مستوى الشفافية والمحاسبة نفسه الذي تمارسه الولايات المتحدة وشركاؤنا الديمقراطيون”، وادعى أيضا أن بلاده تسعى سعيا حثيثا لمكافحة التمييز العنصري وإصلاح الشرطة، بعد وفاة مواطنها الأسود، جورج فلويد.
فكيف للمبعوث الأميركي أن يدعي بأن إدارته هي المدافع الرئيسي في العالم عن “حقوق الإنسان” وبلاده تذبح بسكين العنصرية والإرهاب، وتصدر في الوقت ذاته الإرهاب العابر للقارات كي يستهدف الشعوب الرافضة لسياساتها، تحت ذرائع الحرية وحقوق الإنسان، فأميركا التي تتشدق اليوم بالإنسانية، وتتخذ من شعار مكافحة الإرهاب غطاء لجرائمها وعدوانيتها، هي أول من استخدمت الأسلحة النووية لقتل الإنسان ووأد كل حقوقه، فمن يجهل جرائمها في فيتنام وإبادتها لملايين الهنود الحمر على أراضيها، وقتلها أكثر من 45 ألفا من المدنيين من أصول إفريقية في ثلاثة أيام، بالإضافة لآلاف المدنيين قتلتهم بإرهابها في العراق وسورية واليمن وفلسطين ولبنان وأفغانستان والصومال والقائمة تطول.
كما أن البلطجة الأميركية بحق سورية اكبر دليل على إرهاب واشنطن وتطرفها وعنصريتها، وعلى همجية سياستها في خرق وانتهاك القوانين الدولية، وذلك من خلال احتلالها العسكري غير المشروع وغير القانوني في سورية، والذي جاء تحت عناوين مضللة تخفي وراءها جملة من سياساتها الاستعمارية واللصوصية تجاه سورية، وبما يتيح لها عمليات سرقة ونهب كبرى لثروات الشعب السوري النفطية وغير النفطية.
ما يدعيه المبعوث الأميركي في جنيف عن إصلاحات داخل بلاده ما هو إلا كلام باطل تعريه سياسة القتل العنصري الممنهجة بحق الملونين السود، ويندرج ضمن مسرحيات هزلية وطروحات باتت مستهلكة داخلياً، وهذا ما تؤكده المشاهد المصورة يومياً في الداخل الأميركي حيث لم يغب المشهد العنصري والإجراءات القمعية التي تقوم بها الشرطة الأميركية بأوامر من ترامب نفسه، وأمام أنظار العالم كله، بحيث تسجل تلك الأحداث عشرات الانتهاكات اليومية للحريات وقمع المتظاهرين، إضافة للقتل والتعذيب واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً بحق من يدعي أن بلاده تدافع عنهم..