ثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد :
انتقدت إيران وروسيا والصين، الولايات المتحدة لفرضها عقوبات اقتصادية مشددة على سورية، والتي تقول واشنطن إنها تهدف إلى ممارسة المزيد من الضغط على اقتصاد البلاد التي تخوض الحرب وعرقلة دمشق من تحقيق النصر في القتال ضد المسلحين المدعومين من الخارج.
وفي حديثها في اجتماع لمجلس الأمن يوم الثلاثاء قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت إن الإجراءات التقييدية الجديدة سيتم فرضها على سورية بموجب ما يسمى قانون قيصر.
الوثيقة – التي وقعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أيلول الماضي – تفرض عقوبات على جميع الأنشطة الاقتصادية والتجارية ودخلت العقوبات حيز التنفيذ يوم الأربعاء.
وقد انتقد ممثل روسيا – فاسيلي نيبينزيا – الذي يعتبر بلده حليفا لدمشق في معاركها ضد الإرهاب – ورد على تعليقات ممثلة واشنطن، و أكد علنا أن “الغرض من هذه الإجراءات ليس مصلحة الشعب السوري. “
وأضاف أن العقوبات الأمريكية وعقوبات الاتحاد الأوروبي التي تم تمديدها في أيار لا تشل اقتصاد البلاد العربية فحسب، بل تعرقل أيضا المساعدات الإنسانية.
بدوره سلط سفير الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون الضوء على الطبيعة اللا إنسانية للحظر الذي يستهدف الاقتصاد السوري، والذي أضعفته بالفعل بشدة سنوات من النضال والحرب ضد الإرهاب المدعوم من الخارج.
وأضاف السفير الصيني:”في الوقت الذي تكافح فيه دول العالم وسورية جائحة (الفيروس التاجي) فإن فرض مزيد من العقوبات هو ببساطة غير إنساني وقد يسبب كوارث إضافية”، فإن فرض تلك العقوبات على سورية هي وجه آخر للإرهاب.
وقال سفير سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في حديثه أثناء الاجتماع عبر الفيديو إن الحصار والعقوبات جزء من “السياسات التقليدية الغربية العمياء والوجه الآخر للإرهاب الذي سفك دماء السوريين” ويهدف قانون عقوبات قيصر إلى معاقبة أي طرف يساعد الحكومة السورية.
وأشار الجعفري إلى أن استهداف العملة السورية وسبل العيش والطب ووضع العوائق أمام قدرة مؤسسات الدولة على تلبية احتياجاتها الأساسية يدحض المزاعم الغربية بالالتزام بالمبادئ الإنسانية، وقال إن التصريحات الأمريكية تؤكد مرة أخرى أن إدارة واشنطن ” تنظر إلى المنطقة بعيون إسرائيلية “، عندما تسرق الولايات المتحدة 200 ألف برميل نفط من حقول النفط السورية يومياً، و 400 ألف طن من القطن، وتضرم النار في آلاف الهكتارات من حقول القمح، وتتفاخر بمحاولة تقسيم سورية وإضعاف قيمة الليرة السورية عمداً، وعندما تفرض تدابير اقتصادية قسرية … والسؤال المشروع هنا هو: هل هذه أعراض الفصام السياسي؟ هل يشير ذلك إلى مرض حاد؟ ” أسأل فقط.
في غضون ذلك حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية غير بيدرسن من أزمة اقتصادية تتكشف في سورية بموجب العقوبات، ولم ينتقد بشكل مباشر الولايات المتحدة وحلفاءها بسبب الضغط الاقتصادي.
من جانبها تعهدت إيران بدعم الاقتصاد السوري، وفي مقابلة مع وكالة أنباء سبوتنيك الروسية في وقت سابق يوم الثلاثاء دق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أيضا ناقوس الخطر من محاولات واشنطن تصعيد ضغوطها الاقتصادية على سورية، قائلا إن الأمريكيين يبذلون قصارى جهدهم لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وقال ظريف نحن قلقون بشأن بعض التطورات السياسية والاقتصادية في سورية، ومحاولات الولايات المتحدة لفرض مزيد من الضغط والضغوط الاقتصادية على سورية …هذه العقوبات تلقي بثقلها على الشعب السوري، ولكن يجب أن نتأكد من أن الولايات المتحدة التي فعلت كل شيء لزعزعة استقرار منطقتنا وسورية لن تحقق أهدافها “، وسلط الدبلوماسي الإيراني البارز الضوء على علاقات طهران الاقتصادية القوية مع دمشق، وتعهد بأن تعمل إيران وأصدقائها على توسيع التعاون الاقتصادي مع سورية، وأشار إلى أنه وبناء على طلب دمشق كانت إيران تقدم مساعدة عسكرية استشارية للحكومة السورية، ولدى روسيا أيضا مستشارون عسكريون في الدولة العربية إلى جانب تنفيذ عمليات قصف جوي ضد المسلحين.
تمكنت حكومة دمشق من استعادة السيطرة على جميع المناطق تقريبًا من العناصر التكفيرية الإرهابية، وأثارت مكاسب الحكومة في سورية غضب الولايات المتحدة التي طالما تعاونت مع المسلحين المتطرفين ضد دمشق وسرقت واشنطن موارد سورية الخام، لذلك قررت تغيير مسار الحرب إلى حرب اقتصادية بعد أن فشلت عسكريا.
موقع Press TV