لماذا اختار نتنياهو ضم الضفة الغربية في هذا التوقيت؟!

ثورة أون لاين – عبد الحليم سعود :
في تطور خطير قد يعقّد الأمور في المنطقة أكثر وأكثر ويدفع إلى المزيد من التأزيم، تعتزم الحكومة الإسرائيلية الائتلافية الجديدة التي أبقت على الإرهابي بنيامين نتنياهو فيها رغم ملفات الفساد التي تطارده، ضم نحو ثلاثين بالمئة من أراضي الضفة الغربية إليها بدءا من شهر تموز القادم، وهي مساحة المستوطنات غير الشرعية ــ حسب التصنيف العالمي للمستوطنات في فلسطين المحتلة ــ إضافة إلى غور الأردن، وهو جزء من الأراضي المرشحة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مشروع أو رؤية “حل الدولتين” الذي لم ير النور ومازال حبيس أدراج اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالتسوية النهائية والمعطلة منذ سنوات طويلة.
وبحسب التصريحات الصادرة عن نتنياهو فإن الخطة الإسرائيلية الجديدة للسيطرة على المزيد من أراضي الدولة الفلسطينية في الضفة ليس لها أي علاقة بمسائل الحل النهائي للصراع، كونها لم تأت على ذكر إقامة هذه الدولة بالأساس، وثمة من يعتبر أن ما تقوم به حكومة نتنياهو هو جزء من خطة القرن أو ما يسمى صفقة القرن الخاصة بتصفية القضية الفلسطينية على مراحل، مستفيدة من الأجواء الدولية السائدة حالياً وخاصة ما يجري من تنافس حاد وحملات مسعورة على أبواب الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث يتبارى المتنافسان الرئيسان في كيفية إرضاء اللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة لأنه يشكل الناخب الأكبر والأكثر تأثيرا في الانتخابات الأميركية نظرا لأن الكيان الصهيوني هو أقرب حلفاء واشنطن.
ثمة من يتساءل لماذا اختار نتنياهو هذا التوقيت بالذات للقيام بهذه الخطة المجنونة التي قد تفجر الأوضاع في الأراضي المحتلة بسبب حالة الإحباط التي من الممكن أن تصيب الشعب الفلسطيني جراء خشيته من ضياع حلمه بتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، لأن “نجاح” نتنياهو باستكمال قرار ضم المستوطنات في الضفة الغربية والتي تحتل أكثر من ثلث أراضيها وتقسمها إلى كانتونات مقطعة ومعازل للفلسطينيين تصعّب عليهم أي إمكانية لإقامة أي شكل من أشكال الدولة أو الحكم الذاتي، ويحول مدن الضفة إلى معتقلات تحيط بها المستوطنات من كل جانب.
مما لا شك فيه أن نتنياهو يحاول الاستفادة من الحكومة الائتلافية التي أنقذته من ورطته، ومعلوم أن الحكومات الإسرائيلية الائتلافية هي الأشد تطرفاً لأنها تملك شعبية أكثر ،ومعارضوها قلة لا وزن لهم ،وكل طرف فيها سيحاول إرضاء جمهوره المتطرف لكي لا يقال أنه أقل صهيونية وعداء للعرب من الطرف الآخر.
كما يحاول نتنياهو الاستفادة من حمى الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث يسعى كل منافس لإرضاء إسرائيل والتقرب منها والتعهد بتقديم أقصى ما لديه من الدعم والمساندة والولاء لها، وبما أن دونالد ترامب كان الأكثر خدمة لها في تاريخ الرؤساء الأميركيين، حيث اعترف بالقدس المحتلة عاصمة موحدة للكيان ونقل السفارة الأميركية إليها ،ثم اعترف “بسيادة” الكيان الصهيوني على الجولان العربي السوري المحتل، وكلف صهره جاريد كوشنر بتسهيل إتمام صفقة القرن وقدم كل التسهيلات المناسبة وضغط على “عرب الاعتدال” من أجل الاحتضان والمساندة والتطبيع، فإن هذا الأمر يصعب مهمة المرشح الديمقراطي جو بايدن ويجعله مطالباً بتقديم أقصى ما لديه من الوعود والعهود للوبي الصهيوني كي يساعده في الوصول إلى البيت الأبيض.
من الأمور التي أخذها نتنياهو في الحسبان وهو يطلق تصريحاته بشأن ضم الضفة الغربية هوائية وتدني سقف المواقف الأوروبية الرافضة وعدم قدرتها على تجاوز الفيتو الأميركي في هذه القضية، فرغم صدور العديد من المواقف المنددة بمخططات نتنياهو لضم الضفة الغربية، إلا أن هذه المواقف لم ترق إلى مستوى التهديد بعقوبات أو مقاطعة أو غير ذلك، ومن المعروف أن التأثير الأوروبي محدود جداً في هذا الشأن، لأن أغلب الدول الأوروبية منصاعة تماما للقرار الأميركي، وقد لا يتورع نتنياهو عن اتهام أي دولة أوروبية تأخذ موقفا معارضا لمخططاته ب “العداء للسامية”..!
لا يمكن لنا ونحن نتحدث عن انتهازية نتنياهو واستثماره غير الأخلاقي أن ننسى الحالة المزرية في الساحة العربية حيث الحرب مستعرة في ليبيا واليمن والعرب منقسمون حولهما وكل منهم في حلف ضد الآخر، ودخول بعض العرب في حالة عداء مع محور المقاومة المدافع عن قضية فلسطين وأكبر الداعمين للشعب الفلسطيني ومقاومته، في مقابل تهافتهم على التطبيع المجاني مع الكيان الغاصب على حساب الحقوق العربية، ولكن مهما تكن الظروف التي تساعد نتنياهو وكيانه والمواقيت والمواقف التي يستغلها إلا أن وقوف شرفاء فلسطين وأحرار العالم في مواجهة هذا المخطط العدواني سيطيح به عاجلا أم آجلا، ولو كان نتنياهو وداعموه قادرين على تحقيق كل ما يحلمون به دون مصاعب لما انتظروا طويلاً واستغلوا ظروفا طارئة وربما مؤقتة

آخر الأخبار
العيد قيمة روحية وإنسانية شكوى طبيبة في حلب تُقابل بتحقيق مسؤول واستجابة فورية حلب.. توثيق العلاقات بين المدن السورية واليونانية تعنيف طفل على يد قريب في حماة يفتح ملف العنف الأسري الداخلية السورية تُنظّم زيارات للموقوفين وتُخفف معاناة الأسر مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم