الملحق الثقافي: عقبة زيدان:
كتب هيغل نعيه المشهور للفن قائلاً: «الفن الذي يعتبر في قمة مجده، لا يزال بالنسبة إلينا شيئاً من الماضي. وبالتالي، فقد بقي بالنسبة إلينا شيئاً من الماضي. وتم تحويله إلى أفكار بدلاً من الحفاظ على مهمته السابقة في تسنم مكانة أعلى من الواقع».
هذا النعي يدلنا بدقة على الواقع الفني الآن. نحن لا نزال ننتج الأعمال الفنية، لكنها تؤكد على أن الفن ليس سوى نشاط ترفيهي فقط؛ إنه مجرد ترفيه وزخرفة.
يعلن هيغل نهاية الفن في تلك اللحظة التي نعلن فيها بداية فهمه. وبعبارة أخرى، عندما كان يخدم الفن نفسه، وعندما كان وسيلة لنا للتعبير عن الواقع، لم نكن نعرف أنه فن. وبمجرد أن استطعنا أن نفهم ما كان عليه، لم يعد من الممكن أن يكون له غرض آخر غير النشاط الترفيهي.
ثم يعلن كل من شوبنهاور وهايدغر أن الفن يعد بمثابة طرح حقيقة خاصة به في جميع الأوقات. ومع ذلك، فالجميع يتفقون على أن لدى الفن ما يقوله، وهو مهم للغاية. حتى هجوم أفلاطون على الفن، يمكن أن يفهم على أن الفن له خاصية مميزة وقدرة على الارتقاء بالحياة، وإعلان ثورة على كل ما هو قديم. وليست دعوة أفلاطون لإقصاء الفن من جمهوريته، سوى اعتراف بسحر الفن، وقدرته على التغيير والتجديد.
إن فكرة «نهاية الفن»، تبدو خطيرة ومميتة حتى، فمن دون الفن، أو بتحويله إلى نشاط ترفيهي، سنفقد نحن أيضاً قدرتنا على الاستمرار في الحياة، وسننتهي بالتأكيد.
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء23-6-2020
رقم العدد :1003