ثورة أون لاين:
لأن فن الكاريكاتير من أكثر الفنون انتشاراً وتأثيراً في مجتمعاتنا، ومن أقوى الأسلحة وأقدرها على التصويبِ بإيحاءاتها.. أيضاً، لأنه يكاد يكون المتعة الوحيدة لمن يفضلونه على غيره من الفنون الإبداعية. أولئك الذين يرونه الأقدر والأسرع في تجسيدِ المواقف بصورٍ لاذعة وتهكمية..
لأنه كذلك، فإنه يرفض الاستسلام أمام ما يعوق رسالته، وهو ما فعله الفنان “محمد العلي” الذي قال عن الدور الذي لعبه هذا الفن خلال الحرب التي عشناها، وعن الصعوبات التي تعترضه وتعوق مهمته:
الفنان: محمد العلي
“الحرب.. حملّت رسام الكاريكاتير مسؤولية”
“قبل الحرب على سورية، كان فنّ الكاريكاتير يحاكي الواقع بلوحات تجسد الفقر والبطالة والتفاوت الطبقي… الخ، وبشكلٍ محدود محلياً أو عبر ما تمليه عليه وسائل الإعلام التي ينتمي لها.
في ظل الأحداث والحرب، أصبحت مهمته أكثر توسعاً والتزاماً، فرسام الكاريكاتير لا يستطيع إلا أن يكون مدافعاً عن وطنه، كما الجندي المتواجد على الجبهات لمحاربة الإرهاب.
قضايا كثيرة باتت تشغل بال الفنان وسببها الأزمة التي نتج عنها أزمات عديدة، فقد زاد الفقر والبطالة، وساءت الحالة الاقتصادية العامة، إضافة إلى العديد من الصعوبات التي واجهت الشعب السوري نتيجة الحرب التي حمّلت رسام الكاريكاتير مسؤولية كبيرة فرضها ضميره.
إنها المسؤولية التي جعلته يحاكي هموم المواطن المتزايدة على كل الأصعدة، والتي حولته إلى أكثر شراسة في الدفاع عن وطنه، ومواجهة الظلم والظلام والإرهاب وسوى ذلك مما وقع عليه..
واجه كل هذا، من خلال أعماله التي صدرت إلى الخارج، فكانت رسالته لكلِّ العالم الذي رأى حجم هذه الحرب وبشاعتها وما خلفته من موتٍ ودمار ..
فعل ذلك رغم الصعوبات التي كان أهمها، ضعف النشر في الجهات المعنية بتبني تلك الرسوم ونشرها بطريقة ترضي الرسام والجمهور. أي نشر اللوحات التي تحمل مشكلات وأسئلة إلى أصحابها المتخصصين في علاجها وأشخاص مسببين لها.
الفنانة سهى ياسين..
“في الحرب.. دافع رسام الكاريكاتير عن بلده”
“الكاريكاتير، هو أحد أنواع الفنون الجميلة، وهو فن ساخر يطرح موضوعه بطريقة مبسطة أو مبالغ فيها من خلال الخطوط الفنية وضربات الريشة الرشيقة، والمحترفة في قدرتها على تحريف ملامح شخص، أو شكل ما مع الاحتفاظ بالتشابه..
يمتلك رسام الكاريكاتير موهبة خاصة جداً، ويعززها ذكاءً وقدرة على فهم الواقع وتحليل الأحداث، وبهدف تقديم رسالة ذات تأثير قوي.. مثلاً، في الحرب على سورية، دافع رسامو الكاريكاتير السوريون الوطنيون عن بلدهم وقضيتهم من خلال رسوم أبدعوا من خلالها، فانتشرت وتخطّت جمهورهم إلى أنحاء العالم ورسامي الكاريكاتير فيه.. الرسامون الذين تأثروا بها، رسموا بدورهم لوحات تنتقد سياسات بلادهم في حربها على سورية ودعمها وتسليحها للإرهاب، كاشفين بذلك حقيقة ما تقوم به تلك الدول التي تتذرع بذرائع كاذبة وتسوقها عبر إعلامها.
إن ما يدل على أن رسامي فن الكاريكاتير، يتمتعون بقوة كبيرة تكمن في أقلامهم، وهي قوة تتفوق على قوة قلم الكاتب، إذ إنهم يرسلون رسائلهم للجمهور دون الحاجة للكلمات المكتوبة، وهذا مهم في وقتنا الحاضر حيث يميل الناس إلى التلقي البصري، وهم يقلبون بسرعة صفحات المجلة أو مواقع التواصل الاجتماعي، لتصل رسائل الفنان المهمة والملهمة للناس للتصرف والتفكير في واقعهم..
إن صنع رسالة لجمهور معين عبر الفن، يتطلب أن يفكر صانعو الفن في جمهورهم، فالخبرة البشرية ليست متجانسة ولا أحادية الخط في الانتقال من البسيط إلى المعقد، ولقد تمكن السوريون من فناني الكاريكاتير، من إيصال رسالتهم إلى الناس وإحداث تغيير، وسواء على صعيد انتقادهم للواقع الاجتماعي، أم على الصعيد السياسي في العدوان على بلدهم.
هفاف ميهوب