ثورة أون لاين –ترجمة: ختام أحمد:
إن رئاسة ترامب في حالة انهيار، فقد أُعتبر مرة أخرى على أنه ” الرئيس المهزوم”، إنه يخسر على جميع الجبهات ونتيجة لذلك يوجه انتقادات في كل الاتجاهات، لكن كل ما يمارسه من غرور وسلطة ليس له أي تأثير على الشعب الامريكي، كما أن أرقام استطلاعات الرأي مستمرة في الهبوط مع اقتراب انتخابات تشرين الثاني.
خلال الأسبوع الماضي وحده ، حكمت المحكمة العليا التي اعتقد ترامب أنه يملكها في جيبه لصالح خصومه .
كانت معارضة ترامب للمبادرتين السمة المميزة لإدارته، وبالمثل فإن قراراته الأخرى الموجهة ضد المهاجرين، وبناء جدار على طول الحدود المكسيكية، ومحاولته معاقبة “مدن الملجأ” قد قضت عليها أحكام المحكمة، كما قوبلت سياسات ترامب الأخرى بالهزيمة .
كما استخدم ترامب ” سياسة صفارة الكلاب” العنصرية ( Dog Whistle Politics ” وهي أن الساسة المحافظين كانوا يلجؤون إلى قوانين عنصرية مستترة لجذب الناخبين البيض إلى سياسات تفضِّل الأكثر ثراءً) للتغاضي عن مناصريه من الذكور البيض في الغالب، وإبعاد السود واللاتينيين البيض، والمتعلمين البيض، والنساء في هذه العملية، كما أن دعمه لقوة الشرطة التي تعمل كقوة احتلال في المجتمعات السوداء واللاتينيين جاء بنتائج عكسية مع احتجاجات جماعية متعددة الأعراق ضد وحشية الشرطة وقتلهم للرجال السود الذين في البلاد .
إلى جانب كل ذلك أدت تصرفات ترامب الإجرامية في وباء COVID-19 إلى حصول الولايات المتحدة على أكبر عدد من الحالات وعدد القتلى، والتي أدت إلى إغلاق الاقتصاد الأمريكي وأزمة اقتصادية ذات أبعاد لا يمكن تصورها، وبالتالي فهو يواجه وضعًا خاسرًا، إما أن يبقي الاقتصاد على حاله حتى يخف الوباء، أو يفتح الاقتصاد باحتمالية وفاة مئات الآلاف .
إن شدة الوباء والأزمة الاقتصادية التي تلت ذلك هي نتيجة أخطاء ترامب، كان ترامب أكثر اهتمامًا بالحفاظ على سوق الأسهم عند مستويات قياسية أعلى من أي شيء آخر، حيث رأى أنها أوراق رابحة لفترة ثانية .
لكن خططه فشلت، ويجد الآن أن فرص إعادة انتخابه تتضاءل بشكل يومي. في تشرين الثاني لن يكون الوباء قد اختفى بأعجوبة ولن يتعافى الاقتصاد إلى حد كبير ، وسيظل الآلاف يموتون وسيظل الملايين عاطلين عن العمل، ومع هذا فقد جدد ترامب يوم الخميس تهديده بقطع العلاقات مع الصين .
بالنظر إلى كل الأزمات التي يمر بها و يواجهها ترامب الآن فإنه يصر على شيء واحد، وهو أنه يلوم الصين، ولكن نجاح الصين في احتوائه والسيطرة على الوباء زاد من تعنته واتهامها بنشر الوباء .
يظهر بحث جديد بشكل لا لبس فيه أن الفيروس التاجي كان ينتشر في إيطاليا قبل أسابيع من اكتشافه في الصين ومعظم سلالات الفيروس في الولايات المتحدة نشأت في أوروبا وليس الصين. إن إلقاء اللوم على الصين لم يعد يحتمل، لكن ذلك لن يمنع ترامب من الاستمرار في توجيه أصابع الاتهام إلى وجهته المفضلة. لا يمكن لترامب إلا أن يتذمر من لوم الصين المفترض.
من ناحية أخرى يمكن للصينيين الجلوس والاستمتاع بمأزق ترامب، وسيواصلون القيام بما يرونه ضروريا لحماية سيادتهم الوطنية في هونغ كونغ وتايوان وشينجيانغ ،التبت وبحر الصين الجنوبي ودعم أصدقائهم في كوريا الشمالية وإيران وفنزويلا وكوبا وأفريقيا.
لن يكون لكل التهديدات الجريئة واللاذعة التي يمكن للولايات المتحدة حشدها لمحاولة تشويه سمعة الصين أي تأثير .
بالنظر إلى الاحتمالات الكئيبة التي يواجهها ترامب، فقد عاد إلى نوبات الهلع ونوبات الغضب، مثل الطفل المدلل. لا ينبغي لأحد أن يأخذ ما يقوله على محمل الجد .
إن تهديده بقطع العلاقات مع الصين هو مجرد هذيان وكلام فارغ .
يقول دينيس إتلر: إن الصين تصرفت بشكل سريع واستباقي للغاية وبشفافية وأنقذت ملايين الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا.
بقلم: دنيس إتلر
press tv