ثورة أون لاين – خالد الخالد:
نحتفل في السادس و العشرين من حزيران من كل عام بذكرى تحرير مدينة القنيطرة والتي تشكل حدثاً وطنياً وجولانياً خالداً يوم رفع القائد المؤسس والخالد حافظ الأسد في قلوبنا علم الوطن في سماء المدينة المحررة عام 1974 تتويجا لبطولات جيشنا وعطاءات شهدائنا وتضحيات شعبنا في معارك حرب تشرين التحريرية.
إنه يوم خالد في نفوس أبناء سورية والجولان العربي السوري الصامد، فذاكرة أجيالنا لن تنسى هذا اليوم الخالد نظراً لما له من دلالات و معان وطنية و قومية، تؤكد أهميته في تاريخ نضالنا من أجل تحرير الأرض المحتلة.
ويحمل يوم السادس والعشرين من شهر حزيران دلالات و معاني وطنية و قومية بالنسبة لأبناء سورية لها أهميتها في تاريخ نضالهم من أجل تحرير الأرض المحتلة و استعادة الحقوق المغتصبة، والسوريون عموما وأبناء محافظة القنيطرة والأهل في الجولان المحتل خصوصا يستذكرون بكل فخر وكبرياء لحظات الانتصار على العدو الصهيوني وإعادة القنيطرة إلى حضن الوطن الأم عام 1974 وهم أكثر ثقة بقدرتهم على مواجهة ما يحاك ضد سورية من مؤامرات استعمارية وإرهابية للنيل من موقفها المقاوم في المنطقة.
لقد كشف تحرير مدينة القنيطرة للعالم أجمع عن وحشية الاحتلال الصهيوني وهمجيته وسياساته التهويدية والقمعية التي مارسها ضد المدينة بهدف محو الهوية الوطنية والقومية للجولان وأهله المناضلين، إلا أن الجولان تحدى هذه السياسات وبقي صامدا في وجه الاحتلال مؤكدا انتماءه العربي السوري رافضا الهوية الإسرائيلية بإصرار وعزيمة وتضحيات وتصميم على التحرير والعودة إلى الوطن.
لقد كانت القنيطرة وستبقى الشاهد الأبرز على إصرار الشعب السوري على مواصلة مسيرة التحرير الظافرة التي بدأت ملامحها الواضحة يوم رفع الرئيس المؤسس حافظ الأسد علم التحرير في سمائها إلى جانب كونها شاهداً على همجية الكيان الصهيوني الغاصب و أدواته الإجرامية التدميرية، و أصبحت المدينة شاهداً من شواهد العصر على همجية الكيان الصهيوني الذي تعمد تدمير الحجر والشجر والبشر ، وأن تحرير القنيطرة سيبقى البوصلة والأمل لتحرير كل ذرة تراب أسيرة في الجولان العربي السوري المحتل، كما وأن سورية بشعبها الصامد وجيشها الأسطوري و قيادتها الحكيمة التي صنعت انتصارات حرب تشرين التحريرية وحررت مدينة القنيطرة قادرة على إفشال المخططات الهادفة إلى تحييدها عن دورها الريادي والقومي، وما النهضة العمرانية والاقتصادية والخدمية التي شملت جميع المناحي إلا نبراسا ومنطلقا وطريقا إلى التعمير و التحرير حيث تستمر المسيرة لتؤكد الأهمية التي يوليها الوطن والرئيس بشار الأسد للقنيطرة الصامدة، وأن أبناء القنيطرة ينعمون اليوم بالانجازات العظيمة التي تحققت ومازالت تتحقق ،ويلمسون فيها معالم النهضة ودلائل الاهتمام المتعاقبة منذ التحرير وحتى يومنا. و تحل هذه الذكرى الخالدة وسط إصرار السوريين أكثر من أي وقت مضى على نضالهم حتى تحرير الجولان السوري المحتل وآخر شبر من الأرض السورية سواء من الإرهاب أو من داعميه المحتلين، وأكدت سورية مرارا وتكرارا أن عودة الجولان إلى الوطن أمر غير قابل للتفاوض والأرض موضوع كرامة قبل كل شيء وأن صمود أهلنا ورفضهم لإجراءات الاحتلال والهوية الإسرائيلية خير دليل على عجز الاحتلال الإسرائيلي عن كسر إرادة المقاومة والصمود في وجه الغاصب ،وأن إرادة الشعوب لا تقهر والوطن فوق كل اعتبار، والفرحة لن تكتمل إلا باستعادة بقية أراضي الجولان السوري المحتل كاملة، وستبقى ذكرى تحرير القنيطرة حافزاً لأبناء الجولان، كما لأبناء سورية لمتابعة النضال من أجل استكمال تحرير الجولان وواعداً بتباشير النصر وعودة الأرض والحقوق كاملة غير منقوصة والطريق إلى ذلك هي التمسك بالحقوق وعدم التنازل أو التفريط أو المساومة، والصمود في وجه العدوان و مقاومته حتى يتم التحرير.
أن أبناء القنيطرة والجوﻻن يؤكدون تمسكهم بكل حبة تراب من أرضنا المحتلة وعدم التفريط بها وثقتنا المطلقة بحتمية تحرير كامل تراب الجولان العربي السوري المحتل بتضحيات وبطولات الجيش والقوات المسلحة الباسلة وعزيمة وبإصرار الشعب الصامد والقيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد، فتحية إلى أهلنا الصامدين في قرى مجدل شمس و مسعدة و عين قنية وبقعاثا المتشبثين بأرضهم رغم كل السياسات العنصرية التي تمارسها سلطات الاحتلال، فأهلنا في الجولان المحتل كانوا و ما زالوا يتطلعون إلى يوم النصر الكبير على إسرائيل ومرتزقتها من العصابات الإرهابية ، وكل الرحمة لأرواح شهداء سورية الأبرار والشفاء العاجل للجرحى و الخزي و العار لكل الخونة و المتآمرين على سورية.