في خطوة استفزازية تصعيدية عدوانية حمقاء أقدم مرتزقة “قسد” على احتلال عدد من المباني الحكومية في مدينة الحسكة وطردوا موظفيها، كاشفين بذلك عن وجه آخر لانحطاطهم وجهلهم بأبعاد المؤامرة الأميركية الدنيئة التي تتربص شراً بالدولة السورية وبكل مكوناتها بمن فيهم الأكراد أنفسهم الذين أسقطت واشنطن قسماً منهم في فخ العمالة لها، على نية بيعهم وهم الانفصال عن الوطن الأم وإنشاء كيان انفصالي مسخ غير قابل للحياة.
حين نتحدث عن جهل وانحطاط مرتزقة قسد فنحن نوصّف ما قاموا به ولا نشتمهم، لأن المحتل الأميركي أراد بدفعهم إلى هذا العمل الدنيء أن ينقذ نفسه من مواجهة حتمية مع أبناء الجزيرة السورية الساعين بكل إصرار لطرد المحتل من أرضهم، وهكذا ينجح الأميركي بتحويل المواجهة إلى فتنة بين أبناء الجزيرة من عرب وكرد ــ وهم الأشقاء وأبناء الوطن الواحد ــ بدل أن يكونوا معاً في مواجهة الغريب الذي يحتل أرضهم ويسرق ثرواتهم ويحرق محاصيلهم الزراعية ويحاصر أبناء بلدهم بقوانينه الاقتصادية الظالمة.
وحين نتهمهم بالحماقة ليقيننا بأن ما قاموا به سيجرّ عليهم مواجهة أخرى مع المحتل التركي الذي يتربص بهم شمالاً، وهو الذي يتذرع بنزعتهم الانفصالية وخطرها على “أمنه القومي” المزعوم للتوغل أكثر في الشمال السوري، وماذا يريد التركي أكثر من ذلك ليأمر مرتزقته بالتوجه إلى مناطق سيطرة مرتزقة قسد من أجل طردهم منها والحلول مكانهم، بعد أن صنفهم كإرهابيين وشن عدوانه على سورية بحجة محاولتهم إنشاء كيان انفصالي غير مرغوب فيه من قبل النظام التركي.
لا يمكن فهم الجريمة التي أقدم عليها مرتزقة قسد ــ وهم الذي يخدمون الأجندة الأميركية من دون تفكير ــ سوى أنها حلقة جديدة في مخطط أميركي لإطالة أمد الأزمة والحرب في سورية ومحاولة استنزاف طاقات الشعب السوري في حروب ونزاعات داخلية لا تكاد تنتهي، كي يتسنى له الاستمرار في سرقة ونهب ما تيسر له من ثروات الشعب السوري قبل أن يضطر للرحيل في يوم من الأيام، لأن الأميركي الخبيث يقف وراء كل الكوارث التي جرت في سورية، ولا يخفى ذلك إلا على الحمقى الذين يتعاملون معه أو يتوقعون منه خيراً.
نافذة على حدث – عبد الحليم سعود