ثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير بشار محمد:
لطالما كان الرهان على المحتلّ خاسراً بكلّ المقاييس، ولطالما كان مصير مخطّطات المحتلّ المعتمد على أدوات رخيصة لتنفيذ مآربه الفشل.
أمر العمليات الأميركي لمجموعات “قسد” – القاضي باحتلالها بقوة السلاح عدداً من المباني والمؤسسات والمقار الحكومية في مدينة الحسكة – لن يغيّر من الحقيقة ولن يغيّر في توزان القوى على الأرض، ولن يفرض على الشرفاء من أبناء الحسكة ودير الزور ما عجزت عن تحقيقه قوات الاحتلال الأميركي خلال عقدٍ الزمن من حصارٍ وتمويل للإرهاب التكفيري، واحتلال لأجزاء غالية من الجغرافيا السورية.
الخطيئة التي ارتكبتها المجموعات المدعومة من الاحتلال الأميركي تندرج في سياق زيادة الحصار والضغط على دمشق لابتزازها وتحصيل مكاسب سياسيّة يبحث عنها ترامب لدعم موقفه الانتخابي بعد سلسلة من الإخفاقات المتتالية داخليّاً وخارجيّاً وإخفاقات في ملفّات حسّاسة على المستوى الدولي.
الرهان على دعم المحتل الأميركي لن يكون في مصلحة مجموعات “قسد” التي لا تجيد على ما يبدو قراءة التاريخ، المحتلّ الأميركي ديدنه خذلان أدواته، والتّخلي عنها بانتهاء الاستثمار فيها، وبطلان صلاحيتها التي يحدّدها هو، والشواهد في منطقتنا خصوصاً، والعالم عموماً كثيرة جداً من فيتنام مروراً إلى العراق والخليج العربي حتى أميركا اللاتينية، وبالتالي لن تكون مجموعات “قسد” خلاف ذلك، خاصّة أنّ الرفض الشّعبي للممارسات اليوميّة التي تستهدف مصالح الشعب السوري من حرق وسرقة المحاصيل الزراعيّة إلى سلب النفط وقطع أبسط موارد الحياة كالماء في تصاعد مستمر.
أبناء منطقة الجزيرة يواصلون رفضهم لهذه الممارسات عبر تصدّيهم لأرتال الاحتلال، واعتصامهم أمام مؤسّساتهم المحتلّة من “قسد” ووقفات الوطنيّة تمسّكاً بالثّوابت الوطنيّة، وتأكيداً على أنّ الرهان على المحتلّ خاسر طال الزمن أم قصر.