الثورة – لانا الهادي:
في مشهدٍ لم تشهده العاصمة السورية منذ أعوام، تحوّلت شوارع دمشق التاريخية إلى مسرح رياضي وثقافي نابض بالحياة، مع انطلاق ماراثون دمشق الدولي (2025) بمشاركة (2500) عدّاء من مختلف الأعمار والمستويات، وسط أجواء احتفالية مبهرة.
هذا الحدث الرياضي الاستثنائي، لم يكن مجرد سباق، بل شكّل صرخة أمل، ورسالة سلام، أعادت تسليط الضوء على قدرة سورية التنظيمية، واستعدادها للعودة بقوة إلى خريطة الرياضة العالمية.

دروب تنبض بالتاريخ
حيث تنوّعت مسارات الماراثون بين مسافات (42) كم، (21) كم، (10) كم، و(5) كم، مرّت عبر أبرز معالم العاصمة، مثل جسر فكتوريا، ساحة المرجة، وحديقة تشرين، وتحوّلت كل خطوة يخطوها العداؤون إلى جولة في الذاكرة السورية، دمجت بين الرياضة والتاريخ، والهوية الثقافية.
وقد أشاد المنظمون والمشاركون على حدّ سواء، بحُسن التنظيم والدقة، حيث أكّد المدير التنفيذي للماراثون، عامر الرفاعي أنّ هذا الحدث كان ثمرة عمل جماعي مشترك بين الوزارات والمؤسسات والشباب المتطوعين، قائلاً: نحن لم ننظم سباقاً فقط، بل صنعنا منصة للتواصل الثقافي والوطني.
من جانبه، أوضح معاون وزير الرياضة والشباب جمال الشريف، أن هذا الحدث يُعد “نقطة تحوّل” في خريطة الفعاليات الرياضية في سوريا، مضيفاً أن دمشق لا تركض وحدها، بل سوريا بأكملها تجري نحو المستقبل، بخطا مليئة بالأمل والعزيمة.
بدوره قال مجد الحاج أحمد، المتحدث باسم الوزارة: إن الماراثون حمل رسائل عابرة للحدود، وإن سوريا تُثبت من جديد أنها أرض للسلام، قادرة على احتضان كل حدث عالمي بكل احترافية وكرم.
السياحة تجري مع العدّائين
ورأى معاون وزير السياحة المهندس غياث الفراح، أن هذا النوع من الفعاليات يُعزز مفهوم “السياحة الرياضية” التي باتت اليوم من أهم أدوات الترويج الثقافي والشعبي للدول، مشيراً إلى أن الماراثون كان فرصة لإظهار الوجه الحقيقي لسوريا.
وقد توّجت الفعالية بحفلٍ ختامي، حافل بالعروض الفنية والتكريم، حيث تم تسليم الجوائز للفائزين، وسط تصفيق حار، وتفاعل مؤثر، حيث جاء هذا الماراثون بتنسيق مشترك بين وزارات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، تتويجاً لجهود وطنية حقيقية، عكست التكاتف والتنسيق العالي بين مختلف الجهات، وخاصة مع الدور الكبير لشركة “كابيتال” في التنظيم.
ماراثون دمشق (2025) لم يكن مجرد حدث رياضي، بل إعلان عودة، وعنوان مرحلة جديدة تُخطّها سوريا بثقة، نحو عالم يعيد اكتشافها من جديد.