الثورة – هراير جوانيان:
قاد المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني فريقه أتلتيكو مدريد إلى إيقاف انتصارات جاره ريال مدريد في الدوري الإسباني، وألحق به الهزيمة الأولى، بعد الفوز في ديربي الجولة السابعة من الليغا، بنتيجة (5ـ2)، في مباراة كانت مثيرة منذ بداية المواجهة، فبعد أن افتتح أتلتيكو النتيجة، عبر مدافعه الإسباني روبين لو نورماند، عدّل ريال مدريد بفضل الفرنسي كيليان مبابي، وأضاف التركي أردا غولر الهدف الثاني، لكن أتلتيكو عاد مجدداً في اللقاء، فسجل النرويجي ألكسندر سورلوث الهدف الثاني، وأضاف الأرجنتيني جوليان ألفاريز ثنائية، ليفرض نفسه نجماً للمباراة، وخطف الفرنسي أنطوان غريزمان هدف فريقه الخامس في الوقت البديل، محرزاً هدفه الأول بعد أكثر من (20) مباراة.
وكان ريال مدريد قد حقق ستة انتصارات توالياً في بداية الدوري الإسباني، ولكنه سقط في أول اختبار حقيقي، بعدما نجح سيميوني في قيادة فريقه على نحوٍ جيّد، من خلال التعديلات على التشكيلة، وخاصة من خلال الاعتماد على العناصر التي تألقت الموسم الماضي، فرغم أن فريقه كان الأكثر نشاطاً في الميركاتو الصيفي بصفقات عديدة، فإنّ التشكيلة الأساسية ضمّت ثنائياً جديداً فقط، ويتعلق الأمر بالمدافع السلوفاكي ديفيد هانكو، والجناح الإسباني نيكو غونزاليس، أما بقية العناصر فكانت تنشط مع الفريق منذ الموسم الماضي، وقد دفعت النتائج السلبية، التي تعرّض لها أتلتيكو بداية الموسم، سيميوني للعودة إلى ثوابت الموسم الماضي، مع الإبقاء على الفرنسي أنطوان غريزمان بديلاً.
وفي الأثناء، فقد فشل المدرب الإسباني، تشابي ألونسو، في ثاني اختبار حقيقي مع ريال مدريد، بعدما خسر في نصف نهائي كأس العالم للأندية أمام باريس سان جيرمان الفرنسي بنتيجة (0-4) ليقبل فريقه خمسة أهداف هذه المرة حين واجه منافساً قوياً، كما أنّ ثنائية مبابي وغولر لم تكن كافية لحصد انتصار جديد، ذلك أن ظهور النجم الإنكليزي جود بلينغهام أثر في أداء النادي الملكي، الذي لم يكن موفقاً، خاصة في الشوط الثاني، وعدم استقرار التشكيلة أو الخطة من مباراة إلى أخرى أفقد الفريق أسلوب اللعب، الذي يميّزه، إذ استفاد أساساً من الأخطاء التي ارتكبها منافسه دفاعياً للتهديف، دون أن يظهر بمستواه الحقيقي، وقد بات الريال مهدداً بفقدان صدارة ترتيب الدوري الإسباني، كما اتضح أن منظومته الدفاعية تعاني للغاية.
هذا وشهد تاريخ دربي مدريد نتائج عريضة لا تُنسى، يتصدرها فوز ريال مدريد بخمسة أهداف دون رد مرتين في الدوري الإسباني (1958-1959 و1983-1984)، إلى جانب انتصاره بنتيجة (5-1) موسم (1963-1964) وحقق الملكي أربعة انتصارات برباعية نظيفة، اثنان منها في الليغا (1979-1980 و2002-2003) وواحد في كأس إسبانيا (1957-1958).
أما أتلتيكو مدريد، فكان أبرز انتصاراته التاريخية عندما سحق جاره اللدود بخماسية نظيفة موسم (1947-1948) بالإضافة إلى فوزه برباعية دون رد في ست مناسبات مختلفة، كان آخرها موسم (2014-2015) في الدوري الإسباني. وتُضاف خماسية هذا الموسم (5-2) إلى سجل المواجهات الكبرى التي طبعت تاريخ واحد من أقوى الديربيات في العالم.