ثورة أون لاين_يمن سليمان عباس:
تمر هذه الأيام الذكرى التاسعة والخمسون لانتحار صاحب أشهر الروايات العالمية .. (الشيخ والبحر) أرنست همنغواي الكاتب الأميركي الذي جسد النضال في سبيل الحياة الحرة الكريمة وكتب عن الأمل بالعمل وعدم الاستسلام .. هل فعلاً يقضي منتحراً دون أن تكون الدوافع وراء ذلك فظيعة..
في سيرة حياته التي امتدت من اميركا إلى أوروبا ما يدل على أنه عاش حياة صاخبة ..
فهو في اسبانيا مراسل حربي وفي باريس يعيش في صداقة مهمة مع اهم المبدعين … فما الذي يجعله يسدد طلقتين الى رأسه ويمضي..
في تفاصيل الانتحار الذي وقع يوم ١ تموز ١٩٦١ ..
اصيب همنغواي أواخر ايامه بالاضطرابات النفسية وبدأ يتصرف بطريقة تدل على عدم اتزانه وشرع مرافقه الخاص بالاتصالات مع الأطباء النفسيين من أجل معاينته وكان أن دخل أحد المصحات النفسية ولاحظ طبيبه المعالج ارتفاع ضغطه ووصف طبيب نيويورك النفسي حالة أرنست العامة بأنها شعور قاس بالاضطهاد.. وقد وجد أصدقاؤه صعوبة في إقناعه بالدخول إلى المشفى ولذلك حاولوا أن يجدوا مشفى يضم قسمين نفسي وصحي..
ودخل المشفى تحت اسم فرنون لورد ولم يكن يسمح له أن يتلقى اتصالات هاتفية ولا كتابة الرسائل..
وحسب بعض الدراسات فقد حدث ذلك معه بعد أن عجز عن الكتابة ولم يستطع إكمال ما بدأه.
وذات صباح بحثت الممرضة عن ارنست فوجدته في خزانة البنادق وكان يمسك ببندقية وفي يده طلقات ولكنه لم يتحرك ليضع الرصاصتين في البندقية , وهكذا بدأت الاتصالات لاعادة ارنست الى العيادة الطبية، وبعد عدة محاولات استطاع اصدقاء ارنست اقناعه بالذهاب اليها , وارجع الاطباء الأمر إلى أنه ناجم عن المجازفة الجسمانية والفاقة كلها ترجع في اساسها الى شعوره بالضعف في مهنته ككاتب وما يرافق ذلك من فقدانه لمكانته الابداعية.
في يوم الاحد الاول من تموز عام 1961 / صحا همنغواي بمنزله بمدينة كيشتوم , ووضع روبه الاحمر، مشى على اطراف أصابعه لئلا تستيقظ زوجته ماري , مستخدماً سلالم المنزل الداخلية، وذهب مباشرة الى المطبخ، أخذ مفتاح الدور الارضي من على الحائط، وفتح الباب ثم أخذ بندقية قصيرة بفوهتين، كان قد استخدمها سابقاً في الصيد، ودوت طلقتان فجرت رأسه، أعلن اولاده أنه كان ينظف السلاح حين انطلقت الرصاصات.
أما مجلة كوم سمو لسكايا برافدا، فقد أشارت إلى أنه كان يحقد حقداً دفيناً على عملاء المخابرات الاميركية حتى أنه قال ذات مرة (أعرفكم عليه إنه الغستابو الاميركي) عندما قدم أحد العاملين في مكتب التحقيقات الفيدارالية
وفي مكتب المخابرات الاميركية كان ملف ارنست همنغواي يحمل اسم الاديب الذي يتودد للشيوعية، والذي يزرع الفتنة، وراقبت المخابرات ارنست في كل سكناته وحركاته، وذكرت زوجته انه كان يقول، إن فيدي يتجسسون علي، وفيدي لقب عملاء المخابرات الاميركية.
وبعد أن ضاق به الأمر اطلق رصاصتين على رأسه , ما جعل من يدرس سيرة حياته يقول : لقد دفعته المخابرات الأميركية إلى الانتحار , والدليل على ذلك أنه بعد الحادثة , قال العملاء: إننا نحصل على طريدتنا دائماً.
همنغواي هو من قال في الشيخ والبحر : الإنسان يمكن أن يحطم , لكنه لا يهزم.