ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الفترة الاخيرة وبشكل متوالية هندسية, وتآكل دخل المواطن إلى حد العدم، أخرجت الكثير من السلع الغذائية من سلة استهلاكه اليومي، وعلى رأسها الأكلات الشعبية كالفلافل والحمص والفول والمسبحة والبرغل… الى آخر قائمة هذه الأكلات الشعبية المعروفة، حيث وصلت أسعارها إلى الحد الذي لم يعد المواطن قادراً على شرائها إلا بالحد الأدنى، وهي التي كانت ملجأه في الأزمات والشدائد والحصار، وما زاد الطين بلة خروج ما يعرف بمؤونة الشتاء من بازلاء وملوخية وفول وغيرها من خضار الصيف من قائمة اهتماماته أيضاً لغلاء أسعارها، إضافة الى عدم قدرته على تموين الزيت والزيتون والأجبان والألبان لغلاء أسعارها وفي مواسمها.
فهذه المؤونة وعلى مدار العام، وعندما تشح الأقوات ويرتفع سعرها كان هذا المواطن يلجأ إلى ما خزنه من مواد غذائية، فلا يشعر بارتفاع أسعارها ولا انخفاضه، فالقاعدة الذهبية المعروفة عند المواطن السوري (إذا كان في بيتك البرغل والعدس والزيت والزيتون فلا تخش الجوع) وهذا ما افتقده المواطن في بيته للأسباب آنفة الذكر.
من هنا كان لارتفاع الأسعار المتوالي وعلى مدار أعوام الأزمة كل هذا التأثير الرهيب على المواطن جسدياً وصحياً ونفسياً.
لذلك يجب على الجهات المعنية أن تبذل قصارى جهدها لإعادة أسعار الأكلات الشعبية الى سابق عهدها، والى مؤونة الشتاء ألقها، وخصوصاً أن بلدنا هو الأول بزراعة موادها الأولية.. أو القيام بشراء ما في مخازن التجار منها وتوزيعها بأسعار مدعومة، فعلاً لا قولاً، وهذا الإجراء وحده كفيل بأن يفشل أي حصار وأي عقوبات، وأن يعيد الأمور إلى نصابها، ولنا في تجارب التاريخ القريب والبعيد خير مثال وعبرة، وأي إجراء غير هذا لن يكون له النتائج السريعة نفسها، وهو مضيعة للوقت.
عين المجتمع- ياسر حمزه