ثورة أون لاين-هفاف ميهوب:
إنهم مبدعو فنونٍ عديدة استجاب البعض منهم رغم تردّده وقوله بأن لاأحد من المرشحين سيلتفت للفن أو مبدعه. تجاوبوا على أمل أن يحصل غير ذلك ويتحقق شيء من مطالبهم التي ترتقي بالحياة وتنصف الفنون والإبداعات المتميزة.
-مادلين عيسى: رسامة مانغا
“استثمار الطاقات.. وعدم ترك الفنان لقمة سائغة”
الحقيقة أن سؤالك: ماذا يريد الفنان من أعضاء مجلس الشعب؟ هو سؤال مهم، ونرجو أن نجد أذناً صاغية، وأن لاينسونا بعد فوزهم.
للفن مجالات كثيرة ومتنوعة وقد حققت بعض المجالات تقدماً ملحوظاً على سواها، مثل الدراما على سبيل المثال، لكن الفن أوسع بكثير، وهناك شرائح مظلومة لا تلقى الدعم الذي تستحقه.
سأتكلم فيما يخص تخصصي وهو الرسم للأطفال والناشئة، والأنميشن.
إن الفنان غير منتم، إذ يعمل بجهده الخاص ويطور نفسه بنفسه، ومؤخراً قام بعض طلاب كلية الفنون الذين لديهم شغف “الأنمي” بانتاج مشاريع “أنميشن” غاية في الروعة لكن، هذا لا يكفي إذ لم يكن هناك دعم وخلق فرص للعمل في هذا المجال..
لا جدوى، فأغلب خريجي هذا المجال من الفنانين، أو من صنع نفسه بنفسه، ينصرف للعمل لصالح دور نشرٍ هي بمعظمها “لن أقول كلها لأن التعميم خطأ” تستغل هذا الفنان بحجة صناعة اسم له، وتنزيل أعماله في السوق، وهنا يضطر للعمل في مجال آخر إلى جانب عمله الأساسي، هذا في أحسن الأحوال، إن لم يتركه تماماً، أو ينطلق للعمل خارج البلاد، لأن المردود المادي اللازم لاستمراره أكبر.. تخيلي عدد المواهب التي ترمى جانباً..
لدينا من الطاقات ما يحتاج فقط لتنظيمها واستثمارها بشكل جيد ومدروس، بحيث تحفظ حقوقها وتمنع استغلالها، وقد لا يدرك أحد مدى الخسارة التي يتكبدها هذا القطاع، وكم يمكن أن يسهم في رفد اقتصاد البلد.
هنا يأتي المطلب الأول، وهو خلق فرص عمل حقيقة، مثل استديوهات “أنميشن” .. دار نشر خاصة بالترويج لإنتاج هذه الاستديوهات، من خلال سلاسل القصص المصورة “الكوميك” ولاأعني هنا “الكوميك” القصير المنتهي بأربع صفحات أو ست، وإنما سلاسل طويلة على نظام “يتبع” أي نكمل في الحلقة القادمة، لنخلق عند المتابع شغف معرفة بقية القصة.
أما في مجال التعامل مع دور النشر، فيجب أن لايترك الفنان لقمة سائغة، سواء مالياً أو معنوياً، إذ يجب جعل هذا القطاع مؤسساتياً، وإدراج قسم خاص لمبدعي هذه الرسوم، في نقابة الفنانين، ومن خلاله يتم حفظ حقوقهم المالية والفنية، وبذلك نكون قد وفرنا فرص عمل لمبدعين وقناة رديفة للاقتصاد، وحفظنا الفنان من الاستغلال.
المطلوب من أعضاء مجلس الشعب، الالتفات إلى هذا الجانب وتأهيله ليكون فعالاً ومساعداً، من خلال البحث عن الموهوبين في كل مكان. في المدارس والجامعات وأينما وجدوا، وتشجيعهم وتأهليهم للانخراط في هذا المجال بعيداً عن التعليم الكلاسيكي.
رفد هذا القطاع بكتاب مبدعين خلاقين، وليس كما هو حال الكتابة للأطفال الآن، فمعظم الكتابات والقصص هزيلة ومكررة، وأغلبها يتمحور حول موضوعين، إما ديني أو تربوي.. لقد أصبح لدينا تخمة في هذه الجوانب، بينما يغيب الخيال البناء الذي يحفز العقل للتفكير والابداع.
المطلوب أيضاً، التوجه للناشئة بشكل واضح وغير مبتذل، فهذه الشريحة مظلومة جداً، وكل الكتابات الموجهة لها خجولة، ولا ترقى للمستوى المطلوب مطلقاً، بل وتلحق بالفئات العمرية الصغيرة من حيث مواضيع، كلها مواعظ ونصائح تغفل جموح هذه الشريحة لما يناسب عمرها.
أيضاً، احترام الطفل والمراهق من خلال تقديم مادة نصية تحترم عقلهما الخلاق خاصة في زمن النت، مثلما تقديم رسوم تحترم ذوقهما البصري وهو ما يصنع جيلاً يتذوق الفن بشقيه اللغوي والفني بشكل صحيح، و يرفع الوعي و القدرة على التفكير والمنافسة و الإبداع.
لماذا لا نهتم فعلاً ، بحيث يكون هذا جانب من جوانب الإعمار في بلدنا الذي يحتاج كل جهودنا؟..
-محمد العلي: رسام كاريكاتير
“لا نريد منهم.. إلا الاهتمام بالمواطن واحتياجاته”
كفنانين في رسم الكاريكاتير، لا نريد من أعضاء مجلس الشعب إلا العمل على نقل طلبات الفقراء والمساكين، وإيصال أصواتهم بصدقٍ وأمانة.. لا نريد منهم إلا الاهتمام بالمواطن قبل كلّ شيء.. الاهتمام به وتأمين احتياجاته والمحافظة على كرامته قبل الاهتمام بالثقافة والفن والإبداع
باختصار، لا نريد منهم إلا أن يتركوا الفن لمبدعيه، وأن يلتفتوا إلى مطالب الشعب الصادقة، هذا إن كانوا صادقين فعلاً بتحقيق ما يعدون به ضمن شعاراتهم وبرامجهم الانتخابية.
-محمود هلهل: فنان تشكيلي
“كل ما نريده منهم.. القيام بواجبهم تجاه المواطن”
أعضاء مجلس الشعب لدينا، ليسوا دمى كما يظن البعض، وإنما هم إما حيتان فساد أو واجهات لرموز فساد، همُّهم الدخول للمجلس لأجل الحصانة وتسيير أعمالهم ومصالحهم، والمواطن بكل اختصاصاته وحالاته لا يعنيهم.
بالنسبة لواجباتهم، حبذا لو يقوموا فقط بإيصال مطالب الشعب المعيشية، أو إيقاف قرار ضد مصلحة الفقراء، أو استجواب وزير أو مسؤول فاسد.
بالمختصر، كل ما نريده منهم أن يقوموا بواجبهم تجاه الفقير والمواطن العادي، اقتصادياً ومعيشياً، وبالنسبة لنا فإننا لانريد منهم شيئاً لا تجاه الفن ولا تجاه الإبداع.
شاركنا بمئات الفعاليات الثقافية، لم نرَ اهتماماً من أي واحد منهم، ولا حتى من مسؤول أو تاجر أو اقتصادي، رغم أن أعمالنا تدهش من يراها في دول أوروبا.
-مضر ناعسة: فنان
” أتمنى أن يعملوا ما بوسعهم.. لبناء الإنسان”
سافترض انهم سوف يسمعون ما نطرحه ، في هذه الحال، سأتمنى منهم أن يعملوا كل ما بوسعهم على بناء الإنسان، ذلك أن بناء الإنسان بشكل جيد هو ما يرتقي بالحياة والمجتمع ويبني الأوطان