النهاية الحتمية للمرتزقة

يبدو أن الاعتماد على المرتزقة في تنفيذ المشاريع القذرة وشن الحروب الوحشية هو السمة البارزة للاحتلالين الأميركي والتركي في سورية، وقد استنسخ النظام السعودي هذا الأسلوب في حربه الوحشية على الشعب اليمني، ظناً من هذه الأنظمة أن استخدام المرتزقة يوفر أرواح جنودهم ويؤمن لهم انسحاباً أو فراراً أقل تكلفة وأقل فضائحية في حال الفشل.
غير أن استخدام المرتزقة يحسب كنقطة ضعف في كثير من الأحيان، لأن أجندة المرتزق تختلف عن أجندة المشغل، إذ ينظر الأول باهتمام بالغ إلى ما يمكن أن يكسبه من عملية الارتزاق، فيما يتطلع المشغل إلى أهداف بعيدة يريد أن يحققها بتكلفة بشرية أقل، ولهذه الأسباب ينقضّ المرتزقة على بعضهم البعض عند كل خلاف ويقتلون بعضهم بعضاً بشراسة، كما حدث مراراً وتكراراً مع مرتزقة محور العدوان على سورية في السنوات الماضية، ففي كل مرحلة كنا نشهد اقتتالاً واحتراباً بينهم لتختفي مجاميع إرهابية عن الساحة وتظهر أخرى بدلاً منها كما حدث في جبهة الغوطة الشرقية لدمشق قبل سنوات وما يحدث هذه الأيام لمرتزقة النظام التركي في إدلب والجزيرة السورية.
هذا النوع من الحروب ــ أي الحروب بالوكالة ــ محكوم عليها الفشل في أغلب الأحيان، لأن المرتزق لا يحمل قيماً أو أخلاقاً ولا تعنيه مبادئ أو أعراف، بل يعنيه فقط ما يكسبه من أموال ومسروقات مادية، فإذا انقطع التمويل عنه قد ينقلب على مشغله ويصبح عدواً له، كما حدث مع تنظيم القاعدة والولايات المتحدة في تسعينيات القرن الماضي، وكذلك تنظيم داعش وبعض الدول الأوروبية في السنوات الماضية، ولذلك لن يكون الأميركيون أو الأتراك بأفضل حال وهم يستخدمون كل أنواع المرتزقة في سورية، لأن ما يفعلونه اليوم سينقلب عليهم عاجلاً أم آجلاً وقد يدفعون أثماناً لم يكونوا يتوقعونها.
أما “السوريون” الذين سقطوا في فخ العمالة للأجنبي وأغرتهم مهنة الارتزاق على حساب مستقبل وطنهم ودماء أبناء وطنهم، فنراهم اليوم يتقاتلون في الشمال السوري فيما بينهم، وبعضهم الآخر يقاتل أهله وجيرانه وأبناء منطقته تنفيذاً لأوامر مشغله، وهذا ما يجعلهم أكبر الخاسرين، لأنهم خسروا شعبهم ووطنهم بخيانتهم لهما، ولم يكسبوا مشغلهم رغم كل ما قدموه من خدمات قذرة له، وبالتالي سيخسرون أنفسهم في اقتتال لا أفق له بسبب تفاهة القضية التي يقاتلون من أجلها، وهذه نهاية كل مرتزق.

نافذة على حدث-عبد الحليم سعود

آخر الأخبار
ريال مدريد يفتتح موسمه بفوز صعب  فرق الدفاع المدني تواصل عمليات إزالة الأنقاض في معرة النعمان محافظ إدلب يستقبل السفير الباكستاني لبحث سبل التعاون المشترك ويزوران مدينة سراقب رياض الصيرفي لـ"الثورة": الماكينة الحكومية بدأت بإصدار قراراتها الداعمة للصناعة "نسر حجري أثري" يرى النور بفضل يقظة أهالي منبج صلاح يُهيمن على جوائز الموسم في إنكلترا شفونتيك تستعيد وصافة التصنيف العالمي الأطفال المختفون في سوريا… ملف عدالة مؤجل ومسؤولية دولية ثقيلة مبنى سياحة دمشق معروض للاستثمار السياحي بطابع تراثي  "السياحة": تحديث قطاع الضيافة وإدخاله ضمن المعايير الدولية الرقمية  فلاشينغ ميدوز (2025).. شكل جديد ومواجهات قوية ستراسبورغ الفرنسي يكتب التاريخ اهتمام تركي كبير لتعزيز العلاقات مع سوريا في مختلف المجالات الساحل السوري.. السياحة في عين الاقتصاد والاستثمار مرحلة جامعية جديدة.. قرارات تلامس هموم الطلاب وتفتح أبواب العدالة تسهيلات للعبور إلى بلدهم.. "لا إذن مسبقاً" للسوريين المقيمين في تركيا مرسوم رئاسي يعفي الكهرباء من 21,5 بالمئة من الرسوم ..وزير المالية: خطوة نوعية لتعزيز تنافسية الصناعي... لقاء سوري ـ إسرائيلي في باريس.. اختبار أول لمسار علني جديد تركيب وصيانة مراكز تحويل كهربائية في القنيطرة زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى دمشق… تحول لافت في مقاربة واشنطن للملف السوري