ثورة أون لاين:
منذ تفشي كوفيد-19، والحيرة تحيط بمعدلات الإصابة بالفيروس التاجي عالمياً، والاستجابة للفيروس، ومدى اختلاف الإصابات من دولة إلى أخرى، ومع كلّ المقاربات المطروحة، فإن لا شيء أكثر حيرة للناظرين، من عملية احتواء الفيروس في أحد الأزقة الأكثر ازدحاماً في مومباي، دارافي، حيث يعيش مليون شخص في أحياء من الأكواخ المكتظة حيث لا يمكن فرض التباعد الاجتماعي بسهولة.
وتعتبر مومباي مركز تفشي كوفيد 19 في الهند، لكن حي دارافي، وهو موقع الفيلم الفائز بالأوسكار، «المليونير المتشرد»، قد سجل 2309 حالات إصابة فقط حتى الثالث من تموز الحالي، فيما سجلت مومباي ما يزيد على 84 ألف إصابة.
ويعود نجاح حي دارافي ، بسبب الاستجابة الاستباقية لفرق العمل، وتعيين 2450 عاملاً صحّياً في الحي لإجراء اختبارات يومية من منزل لمنزل في الساعة التاسعة صباحاً.
كانت الإصابة الأولى في الحي الفقير لعامل ملابس يبلغ من العمر 56 عاماً توفي في اليوم نفسه، وعلى الأثر، حددت فرق العمل المحلية والمدنية المناطق الخمس الأكثر تعرّضاً للخطر وبدأت في تعقّب المرضى باستخدام تتبع الاتصال للعثور على الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة.
كما تمّ إجراء اختبارات لما مجموعه 47500 شخص، يقول الطبيب ورئيس جمعية الأطباء المحليين، أنيل باتشكار: «ولو مرت الحالات من دون الانتباه لها، لكانت قد عاثت فساداً في المكان».
هناك إقرار بأنّ المعدلات المنخفضة للعدوى تعود لأولئك العاملين في مجال الصحة بمومباي الذين تحمّلوا الحرارة والرطوبة الشديدة، وساروا عبر الشوارع المكتظة مرتدين بدلات واقية بلاستيكية لا تسمح بأخذ استراحة لدخول الحمام.
وعلاوة على المرض، واجهوا مشاعر الارتياب والشك والمفاهيم الخاطئة.
قال باتشكار: «عندما تجولنا في دارافي، بدأنا أيضاً في تثقيف الناس حول المرض، قلنا لهم إنه ليس جرماً أن تأتي اختباراتهم إيجابية بالفيروس التاجي».
لقد كان الحدّ من خوف الناس تجاه كوفيد-19 وسيلة فعالة جداً لعلاج المرض، ولاسيما أنّ لهذا الموضوع علاقة بالخوف من زيارة العيادات أو المراكز الطبية لإجراء الاختبارات.
وبحلول العشرين من نيسان أي بعد 19 يوماً من الإصابة الأولى، توقفت الاختبارات من منزل لمنزل وسمح لـ350 عيادة خاصة باستئناف العمل.
وبحلول ذلك، كانت جهود التثقيف قد أوتيت ثمارها، وصفوف من الناس كانوا يتطلّعون لإجراء الاختبارات.
وفي غضون ذلك، باشر المسؤولون في المدينة بتحويل المباني مثل قاعات الأفراح والمدراس والمراكز المجتمعية لملاجئ للحجر الصحي مع توفير الغذاء والرعاية الصحية.
وقد تمّ عزل الذين ثبتت إصابتهم في منازلهم فيما قام متطوعون بالتأكد من قدرتهم على الحصول على الإمدادات الطبية أو البقالة التي يحتاجونها.
وفيما يبدو أن الأسوأ قد ولّى بالنسبة لسكان دارافي، فقد أصبحت طريقة احتواء الحي للمرض نموذجاً يحتذى به للمستقبل.