ثورة أون لاين – ريم صالح:
حتى وإن حاولت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن تدعي مصداقيتها وحيادها في تعاطيها مع الشأن السوري، فإنها لن تفلح في ذلك على الإطلاق، فرسائل هذه المنظمة وتقاريرها المسيسة والمضللة والمبنية على حجم هائل من الافتراءات والأكاذيب الاستخباراتية والخيالية قُرأت سلفاً من العناوين التي تم طرحها وتبنيها والترويج لها.
دائماً وأبداً تبحث منظومة العدوان على سورية عن الذرائع والمسوغات لاستهداف الشعب السوري، حاولت هذه المنظومة المتآمرة مراراً وتكراراً، وطرقت كل الأبواب السياسية والإرهابية، وحتى ممارسة أقصى الضغوط الاقتصادية، والطبية، والغذائية، ولكنها لم تبلغ غايتها الشيطانية المنشودة، فما كان منها إلا العودة مجدداً إلى النسج على ذات النول الكيميائي المهترئ لتكون اللطامنة بحماة هي بيت القصيد هذه المرة.
لم يكتف نظام الإرهاب الأمريكي بكل الدماء السورية البريئة التي أريقت بسببه، وبسبب إرهابييه المأجورين على الأرض، وسيناريوهاته الفوضوية الاستعمارية، وكذلك لم تيأس أنظمة التبعية البريطانية والفرنسية، ونظام اللصوصية العثمانية، ومعهم بنو صهيون وقطعانهم الأعرابية، رغم أنهم المهزومون على الأرض السورية، فظنوا أن هذه المنظمة الأممية قد تكون بمثابة طوق نجاة لهم من شأنه أن يرفعهم من الدرك الذي أوصلوا أنفسهم إليه، وتوهموا بأنهم قد يتمكنون من قلب الحقائق للرأي العام عالمياً وإقليمياً ومحلياً، ولكن نسوا أو تناسوا أن شمس الحقيقة لا يمكن أن تحجب بغربال الافتراءات والدسائس مهما بلغت من السوء.
من السخرية أن تتحول منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مجرد بوق يردد ما يريده سيده الأمريكي والأوروبي والصهيوني، فيشكل البيانات والمعلومات حول أي ملف يتعلق بسورية، ويصدر التقارير بناء على ما يمليه عليه ولي نعمته الأمريكي من توجيهات.
وهنا لنا أن نسأل: ما ماهية ما يسمى “فريق التحقيق وتحديد الهوية” بالضبط؟!، ومن الذي شكله وكيف تشكل؟!، وتحت أي أغراض وغايات يعمل؟!، ولصالح من؟!، وما هي الآليات والضوابط التي اتبعها في جمعه المعلومات حول اللطامنة؟!، وكيف توصل إلى استنتاجاته المضللة هذه؟!، وما هي علاقات هذا الفريق المسيس بإرهابيي جبهة النصرة وبإرهابيي ما يسمى جماعة الخوذ البيضاء؟!.
ولماذا تجاهلت المنظمة في قرارها الجديد الكثير من الأمور من ضمنها جهود سورية الواسعة في التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية؟!، وكيف لها أن تبرر لنا تكوين هذا الفريق الذي لا يعكس توزيعاً جغرافياً عادلاً؟!، وأيضاً بماذا ترد على منهجية عمل الفريق المسيس وإجراءاته التي وبحسب مراقبين دوليين لا تتفق مع أحكام اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية؟!، دون أن ننسى أن نستفسر عن قرار المنظمة الأخير أيضاً والذي يحمل في طياته جوانب تتجاوز الولاية القانونية للمنظمة.
ولكن يبقى الأهم مما سبق كله، والذي يحسم كل الأمور، ويضع النقاط على الحروف، هو إذا كانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية واثقة من نفسها ومن خبرات من وضعتهم في هذا الفريق المشكل أصلاً حسب الأهواء الأمريكية، وبما يتلاءم والمصالح الاستعمارية الهدامة، إذا كانت المنظمة واثقة من ذلك كله لماذا امتنعت الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن قبول دعوة سورية لإرسال خبراء إلى بلدة اللطامنة التي زُعم استخدام السلاح الكيميائي فيها في آذار 2017 ، وإلى قاعدة الشعيرات الجوية التي اُدعي أنه تم شن الهجوم المزعوم منها؟!.
لا نحتاج إلى أي تفكير،أو تحليل، أو سماع هذه التصريحات، أو قراءة تلك الاستنتاجات، فالأمور أوضح من الشمس في كبد النهار، هي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تقوم بالدور الذي أنيط بها أمريكياً وغربياً في هذه الفترة بالتحديد دون زيادة أو نقصان، وما على العبد إلا السمع والطاعة، وهذا ما فعلته المنظمة بالضبط، خالفت ميثاقها التي تشكلت بموجبه، ونكثت بكل مواثيق الشرف والإنسانية وقلبت الحقائق وسيستها وأطرتها في قوالب تناسب أولياء نعمتها، وشكلت فريقاً لا يعدو عن كونه مجموعة من الجواسيس والعملاء الاستخباراتيين، ومن أرباب السوابق في عدائهم وحقدهم للسوريين شعباً وجيشاً ودولة، وفي ارتهانهم وانقيادهم الأعمى لمنظومة العدوان العابرة للقارات، كما بنت تقريرها على استنتاجات لا على حقائق، استنتاجات لا مكان لها من الإعراب في قواميس الحق والحقيقة.