الملحق الثقافي: عقبة زيدان:
«ما هي الأوقات التي نعيش فيها إذا كان الحديث عن القيم جريمة تقريباً؟» سأل المؤلف اليوناني الشهير بيتروس ماركاريس، مشيراً إلى قصيدة برتولت بريخت عام 1939 المعنونة «إلى الأجيال القادمة».
كان رد ماركاريس هو أن هذه كانت «أوقات مظلمة» حيث إن «السندات هي الشيء الوحيد الذي له قيمة». لكن هناك أشياء أخرى يمكن أن تثبت أنها ذات قيمة خلال هذه الأوقات العصيبة، مثل الكتب.
الكتب الجيدة تخلق حافزاً عند الناس لينظروا إلى العالم نظرة مختلفة. إنها الوحيدة التي تواجه فترات الاضطراب والأمراض. إنها الوحيدة التي تؤكد لنا الحاجة إلى كون منظم. إنها تفتح نقاشاً حول مدى أهمية وجود نظام أرضي وخلاص قادم.
الروائي الجيد قادر على سرد رواية راقية تحمل قضية إنسانية كبيرة. وقد كتب جورج إليوت: «إذا كانت لدينا رؤية وشعور متحمسين لسرد حياة الإنسان العادية، فسيكون الأمر مثل سماع العشب ينمو ونبض قلب السنجاب».
إذاً، كيف يمكن للكاتب فك ارتباطه بإخوته من البشر؟ أليس هو جزءاً من هذا السرد العظيم للعالم؟
يتأذى الكاتب من أذى إخوانه من البشر. إنه يلتقط نبضهم وتنفسهم وخلجات قلوبهم، ويصنع سرداً إنسانياً يليق بآلامهم. إنه يتألم مثلهم، أو أكثر منهم، ولكنه قادر على أن يترجم مشاعره بلغة الخيال فائقة الخطورة.
الكاتب الجيد هو الذي يجعل قراءه يدخلون إلى عالمه ويصنعون أنفسهم فيه، ويشعرون بتعاطف قوي معه، ويعيشون في العالم الذي يخلقه. وهنا يتحول الخيال الرفيع إلى واقع وحقيقة.
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء14-7-2020
رقم العدد :1005