ثورة أون لاين-هراير جوانيان:
يسيطر فريقا الهلال والمريخ على كرة القدم في السودان بشكل كامل، وذلك باحتكار الناديين لمختلف ألقاب البطولات المحلّية منذ بدايتها بصورة رسميّة في ستينيات القرن الماضي، إذ لم يفسح العملاقان المجال لمنافسيهما إلا في مناسبات معدودة، ليفرضا بذلك هيمنة مطلقة على كرة القدم السودانية.
وشهدت بطولة الدوري السوداني منذ انطلاقها سنة 1962 سيطرة تامة من ناديي الهلال والمريخ، إذ حصد الفريقان 49 لقباً مجتمعة من ألقاب بطولة الدوري السوداني، ويعتبر الهلال صاحب الرقم القياسي في التتويج ببطولة الدوري السوداني بنيله 27 لقباً، فيما حاز المريخ على اللقب 22 مرة.
ولم تحظ بقية الأندية السودانية من أصل 53 نسخة سوى بـ 4 ألقاب فقط بواقع لقبين للموردة ولقب لكل من بري وهلال الساحل، فيما لم تعرف طريقاً إلى منصّة تتويج البطولة بشكلها الجديد منذ انطلاقتها سنة 1996.
وعلى صعيد بطولة الكأس تقلّد المريخ اللقب 26 مرة، فيما كان رصيد الهلال من الألقاب 7 كؤوس، وتوّج الموردة بالكأس 5 مرات، بينما حققت أندية النيل “الحصاحيصا”، والأهلي مدني، واتحاد مدني، والأهلي شندي اللقب مرة واحدة لكل فريق.
وكرّس الفريقان (المريخ والهلال) سيطرتهما على ألقاب بطولتي الدوري والكأس خلال الألفية الثالثة إذا لم يخسر الفريقان لقب بطولة الدوري، فيما فقدا لقب الكأس مرة واحدة حينما توّج الأهلي شندي في موسم 2017 بكأس السودان.
ولعلّ السبب الأبرز في سيطرة الفريقين على الكرة السودانية يعود إلى الدعم الكبير الذي يتلقياه سواء من رجال الأعمال أم من الدولة، وعادة لا تحظى الفرق السودانية بدعم حكومي يذكر كذلك الذي يتمتع به الهلال والمريخ من رجال الأعمال في البلاد، إذ تشهد انتخابات الناديين منافسة شرسة بين الرأسماليين، ما يجعل المنافسة بين الهلال والمريخ والأندية الأخرى غير متوازنة، ليكون الصراع على تحقيق الألقاب منحصراً على الدوام بين الفريقين، فضلاً عن ذلك يتنافس الهلال والمريخ على ضم النجوم البارزين وهو ما يزيدهم قوة ويضعف الأندية التي تحاول مجاراتهم.
ولا تحظى فرق الولايات أيضاً بتغطية إعلامية من الصحف الرياضية المنقسمة بين تأييد الهلال والمريخ، كما يملك كل منهما صحيفة وقناة خاصة به.
هيمنة العملاقين على الكرة السودانية لم تقتصر على الألقاب فحسب، بل ينقسم عشاق الساحرة المستديرة في السودان ما بين مؤيّد للمريخ ومناصر للهلال، فحتى جمهور بقية الأندية في السودان لا يكاد يخلو من مناصرين لعملاقي أم درمان، إذ يأتي تشجيع الهلال والمريخ أولاً، من ثم فريق المدينة، الأمر الذي دفع المتيّمين بحب الأزرق والأحمر في كل أنحاء السودان، لتأسيس أندية في مناطقهم تيمناً بالفريقين إذ توجد عشرات الأندية في مختلف مدن السودان تحمل اسمي الهلال والمريخ.