ثورة أون لاين-بقلم أمين التحرير- باسل معلا:
بعد انقضاء يوم أمس والذي شهد انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث مجموعة من الرسائل وجهت للعالم بأسره، أولها أن الحياة في سورية مستمرة رغم كل ما يجري من ضغط وتآمر على الشعب السوري، فالاستحقاقات الدستورية تجري في وقتها رغم رهان الأعداء الذين حاولوا تعطيل هذا الاستحقاق بشتى الوسائل.
ومن الرسائل أيضاً أن مصير ما يحدث في الداخل السوري هو بيد السوريين أنفسهم بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي أعلن أكثر من مرة أن سيادة القرار السوري بيد الشعب، بعيداً عن كل ما يروج أن هناك أطرافاً كثيرة سيكون لها يد في ما يجري أو ما سيجري، هذه الأطراف والدول راهنت بعد محاولات الحصار الجائر المفروض على الشعب السوري على أن المزاج الشعبي لن يسمح في مرور استحقاق كهذا بسلاسة، وإن مر فهو لن يشهد مشاركة شعبية واسعة إلا أن ما جرى كان بمثابة صفعة لهؤلاء فكل شيء سار على ما يرام .
الدولة السورية أظهرت مشهداً يدل على التنظيم والإدارة المتميزة للعملية الانتخابية سواء من حيث انتشار المراكز وإدارة العملية برمتها بما يتناسب مع التدابير الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا، وهو ظرف كان من شأنه تعطيل أي استحقاق كما حدث في أغلب دول العالم، ناهيك عن السرعة التي ظهرت في البدء في إحصاء النتائج والتعامل مع الصناديق الكثيرة في يوم واحد كان مضنياً بالنسبة لمن كلف وعمل في هذه المهمة.
كان هناك الكثير من المشاهد الإنسانية الملفتة التي رافقت العملية الانتخابية وأعتقد أنها الرسالة الأهم لأعداء سورية فعندما ترى عجوزاً مسناً لم تمنعه سنين عمره من المشاركة في الانتخابات، عندها نعي أن مستقبل سورية بخير وكذلك الأمر عندما ترى جريح حرب أصر على المشاركة رغم وضعه الصحي أيضاً نعي أن مستقبل سورية بخير، وغيرها من المشاهد التي تؤكد ثقة السوريين بدولتهم وقيادتهم حيث أصروا على المشاركة لإدراكهم أهمية إنجاز هكذا استحقاق، رغم كل مايعانوه من صعوبات فرضتها ظروف الحرب والحصار والمقاطعة وربما سوء الإدارة لدى بعض الجهات المعنية في تأمين سبل العيش للمواطن السوري بأريحية وكرامة.