الثورة أون لاين -ديب علي حسن:
ثمة مقولة سياسية متداولة منذ فترة من الزمن، ولاسيما بعد أن بدأت أميركا بدس أنفها في كل شؤون العالم، مفاد المقولة التي أصبحت حقيقة سياسية انه حيث يكون الثناء الأميركي، يعني أن الأمور ليست على مايرام، فلم يعتد الأميركيون على توجيه الشكر إلا لمن يمضي في ركبهم، ويعمل تحت الطلب، ينفذ ما يأمرونه به، لا يمكنه أن يرفض مهما كان الطلب قاسياً، وتكشف المعطيات أن الكثيرين ممن كانوا تحت الطلب، تآمروا حتى على أقرب الناس إليهم، لا وطن ولا قيم، ولا غيره.
من هنا بكل بساطة نقول وعلى الملأ: لا ننتظر أن يكون الأميركي مسروراً بما نقوم به، ولا نحتاج شهادات حسن سلوك من أي أحد في العالم، إلا مع من يقف بوجه سياسات القهر والظلم واضطهاد كرامات الشعوب، من يمضي في خط مواجهة العدوان، وينصر القضايا العادلة، هو من يحق له أن يعلن رأيه، ويقول كلمته، وما تبقى ليس إلا هراء لا معنى له، فمتى كانت واشنطن تريد للعالم الأمن والسلام، وان تحقق الشعوب ما تصبو إليه بعيداً عما تفرضه هي؟
الجعبة ملأى بكل ما هو مخجل ومنفر من تداعيات ما مارسته واشنطن في العالم، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يقف الأميركون لحظة مع النفس ويحصون ما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب الأميركي نفسه أولاً، وكيف تبدو صورتهم في الخارج، ومن ذا الذي يمكنه في العالم أن يقول إن واشنطن تؤدي دوراً إنسانياً وحقيقياً؟
لتكن الجرأة لديهم على فعل ذلك، وهم بلا شك يعرفون ما وراء الاجابات، ولكنهم يمضون في سياسات التضليل والخداع، ولكنها لن تبقى إلى ما لا نهاية.