حين يفشل المحتل الأميركي بتحقيق أجنداته الاستعمارية في سورية بالعدوان العسكري المباشر، وحين تفشل أدواته الإقليمية في تنفيذ مخططاته عبر نشر الفوضى الهدامة وممارسة الإرهاب والقيام بكل الجرائم من تهجير للسوريين وقتلهم وسرقة قمحهم ونفطهم وثرواتهم، توكل المهمة إياها للعدو الصهيوني عله يعوض فشل أميركا وينقذ مشاريعها المشبوهة ويحفظ ماء وجه رئيسها المأزوم.
وحين يفشل النظام التركي المأزوم أيضاً في بلوغ مراميه الاستعمارية، توكل منظومة العدوان المهمة ذاتها إلى هذا الكيان الإسرائيلي العنصري، فيمارس إرهابه وإجرامه بحق السوريين، ويعتدي بصواريخه وطائراته على مواقعهم العسكرية والمدنية علها تحقق ما عجزت عنه تلك المنظومة الشريرة.
اليوم بات مشهد الفشل يطول جميع أقطاب منظومة العدوان، ولا يستثني أحداً من أدواتهم الإرهابية والانفصالية كقسد والنصرة وداعش وأخواتها، ولهذا كله نراهم يوكلون المهمة لأداتهم وذراعهم الإرهابية الأولى في المنطقة وهي العدو الإسرائيلي، الذي قام بالعدوان على مواقعنا من فوق الجولان السوري المحتل وتصدت دفاعاتنا الجوية له وأسقطت أغلبية صواريخه المعادية.
لم تفلح أميركا بعقوباتها الجائرة القادمة تحت إرهاب (قيصر)، ولم تنجح في تثبيت احتلالها لقرى الجزيرة السورية، ففي مطلع كل صباح يواجه السوريون الأحرار أرتال قواتها الغازية ويتصدون لها ويجبرونها على العودة من حيث أتت، وخسرت أداتها الانفصالية من مجموعات قسد الإرهابية كل أوراقها بعد أن ارتهنت للمحتلين وارتضت أن تكون بيدقاً عميلاً بأيديهم، فكان لا بد له من الاستعانة بهذا العدوان الصهيوني الغادر.
ولم يفلح النظام التركي بتثبيت مناطقه (الآمنة) المزعومة ولا تثبيت احتلاله لبعض المناطق في الشمال، ولم يتمكن من فرض إرهابييه من النصرة وأشباهها على اللوحة، وفشل فشلاً كبيراً في مناوراته للالتفاف على سوتشي وآستنة، وكان لا بد له أيضاً من التنسيق مع الأميركي والصهيوني لإتمام المهمة إياها وتنفيذ ما عجز عن تحقيقه طيلة سنوات.
حين فشلت منظومة العدوان إذاً في التشويش على الاستحقاق الدستوري السوري المتمثل بالانتخابات البرلمانية، وتمكن السوريون من إتمامه في توقيته المحدد رغم كل الحصار وسياسات التجويع والعدوان، جاء العدوان الصهيوني المذكور ليتناغم مع أجندات منظومة العدوان في حصار السوريين ومحاولة إفشال مؤسساتهم.
من نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة