ثورة أون لاين – دينا الحمد:
لا يكاد يمر أسبوع دون أن تقوم مجموعات (قسد) الإرهابية المدعومة من الاحتلال الأميركي بالاستيلاء على مبنى من مباني الدولة السورية في محافظة الحسكة، ونهب محتوياته، ومنع موظفيه من الدخول إليه، وإغلاقه بقوة السلاح، ولا يكاد يمر يوم دون أن تنقل محطات التلفزة العالمية ووكالات الأنباء صور عمالة هذه المجموعات الانفصالية للمحتل الأميركي ورفع علمه على تلك المباني وتقديمها الطاعة لجنوده.
ولا يكاد يمر أسبوع دون أن ترتكب هذه الميليشيات الإرهابية الجرائم بحق أهلنا هناك، فتصادر ممتلكاتهم، وأموالهم، وتحرق محاصيلهم، وتحاول تهجيرهم من قراهم لتنفيذ مخططات أميركا والنظام التركي المشبوهة في التغيير الديمغرافي ورسم خرائط انفصالية جديدة، طوى شعبنا الصامد وجيشنا الباسل فصولها مراراً وتكراراً خلال انتصاراته على مدى سنوات الحرب العدوانية التسع الماضية.
لكن هذه المجموعات الانفصالية لم تدرك بعد على ما يبدو أن عمالتها للمحتلين وتنفيذ أجنداتهم لن تنفعها بشيء، لأن السوريين في مناطق سيطرتها يرفضون ممارساتها ويتظاهرون يومياً ضد جرائمها، واستطاعوا غير مرة استعادة المباني التي احتلتها.
ولعل الدليل الأكبر على أن (قسد) لم تع الدروس التي تقول بأن المحتلين يتخلون عن أدواتهم الرخيصة والعميلة في نهاية الخدمة والمطاف أنها استمرت بممارسة جرائمها تلك على مدى الشهور والسنوات الماضية، فلم تتوقف يوماً عن حرق مئات الهكتارات المزروعة بالقمح والشعير بهدف حرمان الأهالي من مصادر رزقهم والضغط عليهم لإجبارهم على التعاون معها، ولم تتوقف عن احتلال المباني الحكومية.
كما أن مجموعات قسد الإرهابية لم تدرك بعد أن الشعب السوري سيلفظها وسيلفظ كل من يرتهن للمحتلين والغزاة، فقد ظلت تسير بخط بيانها العميل، وتماهت مع مخططات أميركا في حصار السوريين ومحاولة تجويعهم والتأثير سلباً في اقتصادهم في ظل العقوبات التي تفرضها هي ومنظومة العدوان معها.
وفوق هذا وذاك تبادلت هذه المجموعات الانفصالية مراراً وتكراراً الأدوار الإجرامية مع تنظيم داعش الإرهابي على امتداد سنوات الحرب العدوانية على سورية، فمرة يقتل الدواعش المواطنين الأبرياء ومرة يتركون الأمر لها، ومرة ينشر هؤلاء الفوضى الهدامة ومرة يتركون الأمر لعناصر قسد، مع أن قسد تدعي مثلها مثل أميركا أنها تحارب الإرهاب وتطارد الدواعش وتسجنهم، والعالم كله شاهد كيف تقوم قسد ومشغلها الأميركي بتهريب هؤلاء الدواعش من معسكرات التدريب التي تطلق عليها مسميات السجون والمعتقلات.
باختصار.. قسد هي اليوم أداة الاحتلال والغزو الأميركي في الجزيرة السورية، تأتمر بأوامره وتنفذ أجنداته المشبوهة، وتسرق النفط والثروات بإشرافه، وتحتل المباني الحكومية بالتنسيق مع جنوده الغزاة، دون أن تعي أن المحتلين يدفعون بورقتها المحترقة إلى الواجهة علهم ينقذون مخططاتهم من السقوط النهائي، كما دفعوا بورقة داعش وأخواتها غير مرة وفشلوا فشلاً ذريعاً، وذهبت أوراقهم الإرهابية كلها إلى غير رجعة بفضل صمود السوريين وانتصارات جيشهم الباسل.