الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم
حملت تصريحات المبعوث الرئاسي الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف لصحيفة “الأهرام” المصرية، والتي أكد فيها على متانة علاقات الصداقة بين سورية وروسيا، ونفى وجود أي خلافات بينهما، الكثير من الدلالات والرسائل في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة، وتتعرض فيها سورية للمزيد من الضغوط الأمريكية والغربية.
وهي تصريحات تزامنت أيضاً مع تصريحات مسؤولين روس، أبرزهم وزير الخارجية سيرغي لافروف، ورئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي رئيس كتلة النواب الشيوعيين في مجلس الدوما غينادي زوغانوف، والتي تؤكد على عمق العلاقات التي تربط البلدين الصديقين وعلى التعاون الوثيق بين روسيا وحلفائها سورية وإيران.
إن تصريحات المسؤولين الروس تدحض مجدداً كل التسريبات الإعلامية الغربية التي تخرج بين الفينة والأخرى، وتسوّقها الإدارة الأمريكية، ومن لف لفيفها من وسائل إعلام أمريكية وغربية وإقليمية وعربية معادية، دأبت على نشر الأضاليل وتشويه الحقائق ضد سورية بالتزامن مع العدوان الإرهابي لقوى أمريكية وعالمية وصهيونية، كي تنال من صمود سورية ومواقفها الوطنية والمقاومة للمخطط الأمريكي الغربي بالتعاون مع الأصدقاء والحلفاء، وتحاول اليوم إشاعة أكاذيب لا حقيقة لها في الواقع، باختلاق وجود خلافات في علاقات سورية وحليفتها روسيا.
إن هذه التسريبات المضللة ماهي إلا تكهنات لا أساس لها من الصحة، تسعى من ورائها القوى المعادية– وفق بوغدانوف- لخلق رؤية مصطنعة مشوهة للعلاقات بين البلدين الصديقين.
تلك العلاقات التي رسختها قيادتا وحكومتا البلدين عبر عقود من الزمن، ووفرتا لها كل سبل النجاح والتقدم، والقدرة على مواجهة التحديات، وتذليل الصعوبات، ومنع القوى المعادية للطرفين التأثير على سيرها وتطورها.
لقد كانت نشاطات القيادة السياسية الروسية ومواقفها المشرفة تجاه الحرب العدوانية الإرهابية طيلة السنوات الماضية على سورية، أفضل تعبير على حقيقة موقف الحليف الروسي الداعم لسورية، قولاً وفعلاً، إلى جانب مواقف إيران ودول صديقة أخرى.
تأتي هذه المحاولات الغربية المعادية مواكبة للضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تمارسها الإدارة الأمريكية بالتنسيق مع بعض الأنظمة الأوروبية والإقليمية والعربية التي تدور في الفلك الأمريكي، في محاولة لفرض املاءاتها ومخططها الأمريكي الصهيوني على سورية.
ويبرز الدور الروسي بالتعاون مع الدور الصيني في مجلس الأمن الدولي خلال هذه السنوات بكفاءة في إظهار الحقوق السورية ومواجهة أباطيل الاحتلال والعدوان الأمريكي الغربي الصهيوني على سورية، ويؤكد على متانة العلاقات الوطيدة السورية – الروسية، وأنها لن تتأثر بكل المحاولات المعادية ضدها، ويحرص الجانبان على تفعيلها وتطويرها ودفعها نحو الأمام بما يلبي مصالح شعبيهما ومستقبل بلديهما، ويعزز الأمن والاستقرار والسلم العالمي. لذلك ستبقى تلك الأضاليل والأكاذيب الإعلامية أصواتا بلا صدى.
