الثورة أون لاين_بشرى حاج معلا :
في الظروف التي باتت تعبث بكل شيء بات من الطبيعي أن نترجل من بعض الأحلام ونختار الواقع الذي فرض بعبثيته على الجميع .
قد نخطىء في بعض الأحيان بالتقدير ولكن فعليا نتابع الهفوات التي تسقط هنا وهناك..ويمكننا أن نلاحظ حجم الضياع لأعداد كبيرة من الافراد نتيجة عوامل عدة لم يكن الكورونا أولها..لكن ما تضيفه الحرب و العقوبات بالمجمل كان لها النصيب أيضا ..
مظاهر لسرقات عدة باتت نتيجة لظروف متعددة ..يتابعها الكثير ويحفظها عن كثب ..لكن ..!
ماذا عن ظاهرة سرقة الوقت وتشتيت الانتباه..؟
فالكل بات يدرك بأننا نواجه اليوم أهم أزمة وهي أزمة تشتت الانتباه.. وعدم التركيز ..
إذا من يسرق تركيزنا بات على وجه التحديد التكنولوجيا والتطبيقات المتعددة على البرامج والهواتف الذكية ..
ومن الطبيعي أن تكتشف شركات التكنولوجيا الكبرى كيفية الاستفادة وتحقيق الربح من حالة المماطلة وتأجيل الشروع في إنجاز المهام فاستغلتها من أجل سرقة انتباهنا بشكل منهجي وعلى نطاق واسع .
وكل ما سبق يتطلب جهدا شخصيا عن طريق إدارة الحوافز الداخلية لدينا والتخلص من الحوافز الخارجية ليكن العامل الرئيسي الأول هو الوعي الذاتي.
والسعي لإنشاء نظام أخلاقي جديد يمكن أن يحكم صناعة الانتباه لما هو حقيقي وعملي .
فهذا ما بنت عليه الشركات العملاقة احلامها وصنعت مجدها بتشتيت الانتباه وسرقة الوقت لا بل سرقة ما هو أغلى بكثير من أي شيء في العالم بحجة تحسين حياتنا .
وفي المقابل نجد هناك من يتلذذ بسرقة الوقت من شركات وهيئات كثر . واستغلال فقرة تشتت الانتباه ليزرعوا بعبثيتهم ضعف الحال ويسلكون بمخططاتهم الإجرامية أقسى أنواع السرقات، وهي سرقة أعمارنا. وسرقة حقنا في الحياة الكريمة؟ والأمثلة ليست شحيحة هنا ،والكل بات يدرك حقيقة الأيام..وحقيقة الظروف والأشخاص..
طبعا ليس هذا كل شيء..فهناك أنواع عدة من السرقات تضيف إلى حياتنا الكثير من حالات الضياع ..لا حصر لذكرها .
لكن تبقى امنياتنا أن يتم تدارك كل الخلل إن كانت بصفة خاصة أم عامة ..ووضع الاستراتيجيات اللازمة والإجراءات المناسبة التي تحد من الهدر وسرقة الوقت العام والخاص ..لنتمكن من جديد من احياء الثقة..وإضافة بصمة نجاح في كل مكان
فالوقت لم يعد ضيقاً.. انما نحن الذين أصبنا بالتخمة، وزاد وزننا على مساحة الوقت ، فلا تضيق الملابس على صاحبها، وإنما هو الذي يصاب بالسمنة ويزيد وزنه، نحن في كل أمورنا أصبنا بالتخمة، تخمة الاهتمامات ذات الصبغة المادية، تخمة اهتمامات اللا جدوى واللا مردود، حتى إننا فقدنا متعة الوقت بالقراءة والقراءة خلال الوقت..
لدينا كثير من الوقت بدليل كل هذه البرامج والمسلسلات والفضائيات، وساعات الثرثرة الفارغة على الهواتف النقالة، التي نعطيها كل هذه الساعات من أعمارنا من دون مقابل.
إذا علينا ان نخشى ان يحل البوار بأعمارنا حين نرديها بهذه الساعات من الخواء واللامبالاة..وأن نخشى أن تصير أعمارنا بلا بركة بكل هذا الوقت المسروق