الثورة أون لاين- فاتن عادله:
نظمت مؤسسة القدس الدولية “سورية” بالتعاون مع اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية اليوم محاضرة بعنوان “القدس في الشعر العربي”، وذلك في مركز ثقافي” أبو رمانة” بدمشق.
الأديب والشاعر الدكتور جهاد بكفلوني أكد في محاضرته أن القدس كانت حاضرة في ذاكرة الشعراء العرب داخل فلسطين وخارجها من القدم وحتى الآن وقد رصدوا الخطر الذي يحدق بها، وأن ما يحدث اليوم ليس مصادفة عمياء، مبيناً أن الشعراء العرب أدركوا ومنذ قيام الكيان الصهيوني مدى التآمر عليها، وقد نبهوا إلى ذلك في قصائدهم وشعرهم وقرعوا الجرس للخطر القادم، مشيراً إلى أنه منذ احتلال الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي الفلسطينية بدأ صمود الشعب الفلسطيني بالتوازي مع مواكبة الشعراء لكل ما يجري على تلك الأرض الطاهرة من نضال ومقاومة.
وأشار بكفلوني إلى جملة من الشعراء العرب ممن كانت القدس هاجسهم، منهم الشاعر أحمد شوقي الذي حذر في كتاباته ومسيرته من المستعمرين الفرنسي والبريطاني، وهناك الشاعر إبراهيم طوقان الذي كانت القدس في سجل قصائده وإحدى اهتماماته الوطنية وبدوي الجبل، مذكراً بصمود الشعب الفلسطيني ضد المحتل الصهيوني واستمرار مسيرته النضالية والبطولية حتى يومنا هذا، مبيناً ظهور قصائد شعر في الستينات من القرن الماضي طالبت بإزالة آثار النكبة.
الباحث غسان كلاس الذي شارك بكفلوني منصة المحاضرة وأدارها قال: القدس كانت موجودة عند كل الشعراء العرب وليس عند الفلسطينيين لوحدهم ،ومنهم الشاعر عمر أبو ريشة حيث أتى في قصائده الشعرية على ذكر كلمة القدس أكثر من 200 مرة، وهناك الشاعر نزار قباني والرحابنة وفيروز، مبينا أن هذا غيض من فيض القدس ومن الأدبيات التي تغنت بها، وهذا ما هو إلا تذكير فقط بقدس الأقداس وضرورة إنقاذها من براثن الصهيونية، وضرورة الاستمرار بمسيرة المقاومة والنضال لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل على توعية الأجيال بأهمية القضية الفلسطينية.
وفي تصريح خاص لصحيفة الثورة قال الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية (سورية): عندما نركز على مكانة القدس وعلى حضورها في كل موروثنا الثقافي والأدبي والفني فإن ذلك يدل على أننا متمسكون بهذه المدينة ومتمسكون بفلسطين، وإنها لا بد أن تعود، والقدس بالنسبة لنا أولا هي عاصمة فلسطين، وهي أرض محتلة وهي جزء من بلاد الشام ومن الأمة العربية وهي تتعرض للاحتلال والتهويد.
وأوضح أنه اليوم ومع هذا الانتصار الذي نراه في سورية وبتضحيات جيشنا وبهزيمة هذا المشروع الإرهابي يزداد بنا الأمل بأننا سنستعيد فلسطين، لاسيما وأن أبناء فلسطين في القدس وفي الضفة الغربية وفي كل مكان يتنادون إضافة لوجود وعي عربي كبير، وسورية المنتصرة اليوم بجيشها وبقيادتها تجعل من فلسطين البوصلة والعنوان، ولذلك رغم المشهد وسلبياته نحن محكومون بالأمل لأن النصر قادم.
سامر سويد مسؤول العلاقات بجبهة النضالي الشعبي الفلسطيني في الساحة السورية وفي تصريح خاص للثورة أيضاً أكد على أهمية الحديث عن القدس والخوض فيها وعن العمق العربي خاصة وأننا في حضرة سورية وقيادتها التي تدافع عن القدس وعن القضية الفلسطينية وعن الحق الشرعي للشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة، مشيداً بصمود الشعب الفلسطيني في وجه محاولات الاحتلال الصهيوني الإرهابية بالنيل من وجوده وقضيته.
حضر المحاضرة الدكتور محمد مصطفى ميرو وعدد من قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية السورية والفلسطينية، ونخبة من الباحثين والمهتمين