فيما نبحث عن قطاعات ومجالات جديدة ونعمل لتهيئة البيئة المناسبة وعوامل الجذب لرفد عملية الاستثمار، نرى قطاعات استثمارية ناجحة لسنوات طويلة في سورية، وتملك البنية التحتية وكل العوامل الأخرى تتراجع وتضمحل وسط عدم مبالاة من قبل الوزارة المعنية.
ونقصد هنا بالفعل قطاع الدواجن والثروة الحيوانية التي بدأت مشكلاتها والإشارات حولها تتصاعد في وقت مبكر، فيما الجهات المعنية تأخرت وتأخرت جداً في إيجاد الحلول المتعلقة بمشكلة تأمين الأعلاف، واليوم نجد أرقاماً خيالية لجهة ارتفاع سعر مادة الفروج والبيض وأيضاً فيما يتعلق بخسائر المربين على حد قولهم..علماً أن ثمة من يقول إن هذا القطاع من أكثر القطاعات أرباحاً ونجاحاً ولا خسارة فيه.
إذاً لماذا وصلنا إلى هنا وكيف نسمح بأن يتجه هذا القطاع المنتج الرابح إلى المجهول؟.. هذا القطاع الذي حافظ على وجوده وحتى فترة وجيزة كان وجبة غذائية مقدوراً عليها من قبل الجميع، لكن اليوم هناك معاناة وخطر كبير يهدد هذا القطاع منها غلاء أسعار الأعلاف وإغلاق بعض الدواجن وتهريب المادة وتخطي أسعارها كل الحدود.
ولابد من الإشارة إلى أن هذا القطاع لا يقل أهمية عن أي صناعة أو زراعة أو مادة ضرورية أساسية لذلك هو من الأولويات التي يبدو أنها لم تحظَ بالاهتمام المناسب فوصلت إلى المكان غير المناسب..
وبالتأكيد لا يمكن الاستخفاف بما يمر به اليوم قطاع الدواجن وحل المشكلة بدعوة الفلاح والمزارع لتربية الدجاج، ونترك مداجن كبيرة وضخمة مغلقة أو أخرى تغلق وحل هذه المشكلة يجب أن يكون من منطلق استراتيجي يدرس كل العوامل والإشكالات ويجيب على كل التساؤلات، ويوجد كل أسباب الاستمرار مهما كانت صعوبتها، وهنا نعول على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص لمنع وصول قطاع الدواجن إلى الهاوية.
فهل نجد حلاً قريباً خاصة أنه من المعروف خلال السنوات الماضية، أنه قد حلت الدواجن كبدائل عن اللحوم الحمراء حتى في أضاحي العيد؟!.. وكل عام وأنتم بألف خير.
الكنز- رولا عيسى