منجاة القلوب…

 

أغلقا على نفسيهما الباب.. ما من سجّان ولا بوّاب وإنما إرادة محبّة وخوفاً على فلذات الأكباد أن تتأذى ويتشظى القلب من هول الأحوال ..
الضجيج من خلف الأبواب وصخب الأحبة المؤنس البشري، والبقاء في البيت منجاة القلوب والحبّ واستمرار الحياة….
بضعة كتب تؤنسهما وبقايا صور وخيالات وذكريات أغانٍ وأشعار..
يمرّ في البال بدر شاكر السيّاب عندما يندمج الإحساس عنده بالصورة الموضوعية ويتحدّ بمجتمعه ليتأرجح كلاهما بين الحياة والموت فهما لاحياة ولا موت …
ثم تطل عشتار وغيلان في صورة البعث التي يرسمها الإحساس الموضوعي فيقول:
“ياسلّم الدم والزمان من المياه إلى السماء
غيلانُ يصعد نحوي، من تراب أبي وجدي
ويدان تلتمسان ثمّ،يدي وتحتضنان خدّي
فأرى ابتدائي في انتهائي…”
هكذا نحن أيضاً رغم وحدتنا يبقى اتحادنا مع الآخرين والعالم الخارجي، هو الإنقاذ بين الأنا والآخر، وما حبّنا للآخر وخوفنا عليه إلّا تطهّر للانبعاث معه، فسلسلة الحياة لا تنتهي في الحياة والولادة فالموت فالانبعاث في وحدة لا تتجزأ…
استعان السياب بتموز الراعي وعشتار آلهة الخصب وبعل إله الكنعانيين زوج عشتروت وبإيزيس الفرعوني وسيزيف حامل صخرته ليقوّي مواقفه الشعرية، فجاءت تلك الأساطير والرموز لتزيد من تدفقنا الروحي والشعوري ليقف الفكر عاجزاً ونستسلم لإرادة المنطق في الحياة…
“النهر والموت” قصيدة فيها بعضٌ من السياب وكليّتنا نحن، فنهر بويب الذي يمرّ في جيكور قرية السيّاب شاهد على التطورات البشرية كما بردى والفرات والعاصي وكل الفروع والينابيع صامتة تتبادل الرسائل مع الأمكنة في الكفاح والصراع والاتحاد مع الجماعة من خلال التضحية الإنسانية، وليست بالقمح والزهور وجني المواسم وحسب بل هي بالدماء البشرية نفسها قرباناً للحياة…
ولكنّ السؤال المؤلم والدامي يقفز إلى ذاكرة السيّاب:
“أيُّها النهر هل أنت نهر حقاً…
أم أنت غابة من الدموع…”
يبقى النهر شاهداً على أسرار الحياة ومستودعاً وتجمعاً كبيراً لدموع الثكالى والحزانى والمفجوعين في بلداننا…
إنه سيل من الدماء والدموع، رمز ضحايا البشرية يقطر بها ويرفضها هذا العالم المتوحش، فنحن مفجوعون بالحروب والأوبئة وكل أطماع العالم التي لن تنتهي…

رؤية-هناء دويري

آخر الأخبار
دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية