ثورة أون لاين-بقلم أمين التحرير ناصر منذر:
لم تترك الولايات المتحدة سلاحاً قذراً إلا واستخدمته بحربها الإرهابية على سورية، هي جربت كل أنواع تلك الأسلحة “دعم متواصل للإرهاب، عدوان مباشر، احتلال لأجزاء من الأرض، سرقة ونهب النفط والمحاصيل الزراعية، تدمير ممنهج للبنى التحتية، حصار خانق وإرهاب اقتصادي، سلسلة لا متناهية من الضغوط السياسية، وسيل جارف من التضليل الإعلامي”، لكنها لم تحقق شيئاً من أجنداتها السياسية، والتمادي بسياسة حصار وتجويع السوريين هو الشيء الوحيد الذي باتت تراهن عليه اليوم لتحقيق أهدافها الاستعمارية.
“قيصر” الإرهابي بنسخته الثانية، لا يغير شيئاً من مفاعيل سابقه، وإنما يعطي مدلولاً إضافياً على الفشل والعجز الأميركي، فهو استند إلى جملة الأكاذيب والادعاءات المفبركة ذاتها التي سبق أن ساقتها واشنطن، حتى إن الكاذب بومبيو ردد العبارات نفسها التي تبجح بها سابقاً في سياق تعويم هذا الإجراء العدائي ليقتدي به باقي أطراف جوقة العدوان، ما يعني أن السوريين ورغم كل معاناتهم جراء العقوبات الجائرة لم يخضعوا لمشيئة الأميركي، وهذا بحد ذاته انتصار جديد، والأميركي يعي ذلك جيداً، وإلا لكان اكتفى بالنسخة الأولى طالما أنها لن تختلف بعناوينها الإجرامية كثيراً عن الثانية وربما العاشرة والمئة مستقبلاً.
سلسلة الضغوط الأميركية لن تقف عند أي حد، طالما أن الهدف هو حماية الكيان الصهيوني، وتنفيذ مشاريعه ومخططاته التوسعية، والمرهونة أولا وأخيرا بإضعاف سورية واستنزاف كل قدراتها، لأنها العائق الوحيد أمام تنفيذ تلك المخططات باعتبارها تشكل العمق الاستراتيجي لمحور المقاومة، غابي أشكنازي وزير خارجية العدو الصهيوني أقر بأن الخطط الخاصة بضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة لم تعد مطروحة للنقاش في هذه المرحلة، لا في الداخل الإسرائيلي ولا في الداخل الأميركي، وهذا دليل على فشل أميركي وصهيوني مزدوج، ومرده في الأساس لصمود سورية، وحالة الرفض المطلقة للمحور المقاوم، المستهدف أيضا بـ”قيصر الإرهابي”.
الإرهاب الأميركي المتصاعد، لا ينفصل عن سياق لهاث الولايات المتحدة لتحقيق أهداف سياسية تتقاطع بمجملها مع مصلحة الكيان الصهيوني، لإضفاء الشرعية على وجوده الاحتلالي، ومحاولة جعله جزءاً في أي حل سياسي محتمل بما يضمن أمنه الهش والمهزوز، ولاسيما أنه طرف رئيسي في الحرب الإرهابية على سورية، وتمرير “صفقة القرن” هو ما تسعى واشنطن لربطه بأي حل قادم ينهي معاناة السوريين، وهذا بدوره يفسر الدوافع الإرهابية وراء الاعتداءات الصهيونية المتواصلة، ولكن هل تنجح إدارة الإرهاب الأميركي بتحقيق أوهامها؟.. الواقع الراهن لجهة معادلات القوة والصمود التي تفرضها سورية إلى جانب محور المقاومة، تؤكد عكس ذلك تماماً، فالفشل سيبقى ملازماً لكل المخططات الأميركية والصهيونية، حيث إن قوة الإرادة التي قهرت الإرهاب كفيلة بتبديد أوهام كل المراهنين، حتى لو وصل الإرهاب الأميركي حد التورم والانتفاخ.