الثورة اون لاين – ادمون الشدايدة:
لطالما بحثت الولايات المتحدة الأميركية ومعها الغرب الاستعماري عن أسباب مباشرة وغير مباشرة لافتعال الأزمات مع دول أخرى ذات سيادة، لتحقيق ما تراه مناسباً في خدمة أجنداتها الداخلية والخارجية.
اليوم تسعى واشنطن جاهدة لرفع منسوب التوتر مع الصين وحتى مع روسيا التي تعتبرهما المنافس الأقوى والتي يهدد بقاءها كقوة عظمى منفردة في العالم، بحيث تختلق المشاكل الواحدة تلو الاخرى في هذا السبيل.
إذاً التوترات بين الولايات المتحدة والصين نمت بشكل متزايد في الآونة الأخيرة بشأن العديد من القضايا، بما في ذلك الاتهامات المتبادلة فيما يتعلق بفيروس كورونا المستجد إضافة الى قضايا أخرى أوصلت الامور لما يشبه افتعال أميركا لحرب باردة مع الصين.
الصين أكدت على ذلك حيث قال السفير الصيني في لندن اليوم، إن الولايات المتحدة تحاول إشعال فتيل حرب باردة جديدة مع بلاده بسبب بحثها عن كبش فداء قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجري في تشرين الثاني.
وأضاف السفير ليو شياو مينغ للصحفيين ليست الصين هي التي أصبحت معتدة بنفسها بعدوانية بل الجانب الآخر من المحيط الهادي هو الذي يريد بدء حرب باردة جديدة على الصين وعلينا أن نرد على ذلك، لا صالح لنا في أي حرب باردة ولا في أي حرب.
وتابع قائلا رأينا جميعا ما يحدث في الولايات المتحدة، حاولوا جعل الصين كبش فداء ويريدون لومها على مشكلاتهم، نعلم جميعا أن هذه هي السنة التي تجرى فيها الانتخابات. وفقا لـ رويترز.
وأضاف يريدون فعل أي شيء بما في ذلك معاملة الصين كعدو، على الأرجح يعتقدون أنهم بحاجة إلى عدو ويعتقدون أنهم يريدون حربا باردة لكن ليس لنا مصلحة في ذلك وسنظل نقول لأمريكا إن الصين ليست عدوتك بل صديق لك وشريك.
بريطانيا لم تكن بأحسن حال بعد أن ركبت موجة العداء الأميركي، لاسيما فيما يتعلق بتوتير العلاقات مع الصين، حيث ألقت الصين، اليوم الخميس اللوم على بريطانيا في تدهور العلاقات بعد أن فرض رئيس الوزراء بوريس جونسون حظرا على مشاركة شركة هواوي الصينية في شبكة الجيل الخامس في بريطانيا، وأكدت أن لندن تسمم العلاقات بالتدخل في شؤون هونغ كونغ.
ونقلت وكالة رويترز تصريحات السفير الصيني لدى بريطانيا، ليو شياو مينغ، الذي قال: هذه التصرفات سممت بشكل خطير أجواء العلاقات بين الصين وبريطانيا.
وأضاف قائلا ان بعض الساسة البريطانيين متمسكون بعقلية الحرب الباردة ويلعبون على ما يطلق عليه تهديد الصين وينظرون للصين كدولة معادية ويهددون بانفصال كامل عن الصين حتى أنهم يجعجعون بالحديث عن حرب باردة جديدة ضد الصين.
وحذر سفير بريطانيا من أنها لن يكون لها مستقبل لو سعت للابتعاد عن بكين، مؤكداً أن الابتعاد عن الصين يعني الابتعاد عن الفرص والابتعاد عن النمو والابتعاد عن المستقبل.