الثورة أون لاين- آنا عزيز خضر:
تأبى الثقافة إلا أن تقوم بدورها، وتنجز مهامها المأمولة في كل الاوقات، فهي قادرة على تجاوز كل العوائق من أجل الوصول إلى أهدافها والتسمك بوسائلها وفنونها حتى في أصعب الظروف، وما المهرجانات الثقافية والمسرحية التي لم تتوقف ولم يمنعها الوباء، من تقديم العروض والنشاطات على منصات التواصل الاجتماعي، إلا دليل على حرص الثقافة على التمسك بأعمالها وأنشطتها وفعالياتها، وبإصرار على الحضور المستمر في حياة الناس.
إنه ما تجسده الكثير من الأنشطة والفعاليات التي منها “مهرجان الشباب الدولي الالكتروني لمسرح الدمى. المهرجان الذي نلاحظ فيه وكما دائماً، الحضور السوري اللافت بأنشطته ولجانه المختلفة. الحضور السوري لعروضٍ كان للأستاذ “بسام ناصر” مدير مسرح الطفل في سورية، رأيه الخاص فيها، وذلك بقوله عن هذا المهرجان وعن مشاركته فيه:
“يقام مهرجان الشباب لمسرح الدمى أون لاين- دورة الرائد “طارق الربيعي” تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة في العراق، وقد تم اختياري من سورية في لجنة التحكيم.
هناك مجموعة كبيرة من العروض المسرحية المشاركة من معظم الدول العربية، وقد تمّ إنتاجها في فترة الحجر الصحي، أو في الظروف الصحية الراهنة، بمدة عرض من ٨ إلى ١٥ دقيقة، وتدور مضامينها في سياق أفكار عديدة تهم الإنسان في كل مكان، وقد تنوعت العروض وامتلكت التقنيات والإبداعات الكثيرة التي تنم عن مقدرات إبداعية واحترافية خاصة تم استثمارها بالشكل المتميز، حيث العروض تهتم بمرحلة عمرية تتراوح بين الطفولة ومرحلة اليفاعة. هذا وقد أتاحت شروط المشاركة فرصة حضور إبداعات كثيرة ومن معظم البلدان العربية، وعلينا نحن كلجنة تحكيمية انتقاء العروض المتميزة لمنحها جوائز المهرجان التي تستحقها.
لقد اكتسب هذا المهرجان أهمية خاصة بسبب الظروف الصعبة التي نعيشها، حيث أبرز أهمية حضور الوسائل الثقافية في حياة الناس، وقيامها بدورها كما عرفناها في كل الأوقات تقدم المعرفة والرؤيا الإنسانية الناضجة.
ببساطة، تمكن هذا المهرجان من فتح بوابة التواصل بين المثقفين والفنانين والمختصين العرب، والمهتمين والمنتجين لهذا النوع من العروض.
إنه لقاء ثقافي متميز، تتبارى في ساحته فنون ثقافية كثيرة، ولها الكثير من الدلالات في مثل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها كل بلدان العالم”.