الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
في الأساس، عندما نبدأ في سؤال أنفسنا من الذي استفاد من الانفجار الذي حدث في بيروت، سنقول من الواضح جدًا أن “إسرائيل” هي المستفيد الأكبر من ذلك، والولايات المتحدة هي التي تستفيد على المدى القصير أيضاً من ذلك، فمن الواضح أن “إسرائيل” تحاول تدمير لبنان ومحاصرته اقتصادياً لفترة طويلة جدًا من الزمن، ومحاولة تدمير وهزم حزب الله.
وكذلك رغبة “إسرائيل” في توسيع حدود احتلالها شمالاً، وأرادت “إسرائيل” توجيه ضربة للحلف المقاوم لها الذي يشمل كلا من إيران وسورية وحزب الله في لبنان، وبالنظرة العامة إلى ما يجري في المنطقة من الناحية الجيوسياسية، نلاحظ الهجمات الاقتصادية والبيولوجية على الصين من قبل أمريكا، ومحاولات إيقافها في إنشاء طريق التجارة الجديد على طريق الحرير والذي من شأنه أن يوسع الوجود الصيني والفعالية الصينية في طرق التجارة في شرق البحر المتوسط.
ومن هذه الناحية سيكون المستفيد الأكبر هي أمريكا في حال تمكنت من إيقاف النفوذ الصيني، لذلك في كل حادثة تحصل حول العالم نبدأ بالنظر في الظروف المحيطة و من المستفيد، في وضع مشابه جدًا لما حدث في 11 أيلول و بمجرد أن نعرف من المستفيد، ومن فعل ذلك، سنعرف بالتأكيد من الذي قام بفعل هذا، وردود الأفعال الأولى دائما تكون مؤشرا على ذلك.
فأول ردة فعل لنتنياهو عقب هجمات 11 أيلول في نيويورك، كانت “أمرًا جيدًا جدًا “لإسرائيل”. – وأعتقد أن الذي حصل في بيروت كان هجومًا – وهو “جيد جدًا “لإسرائيل” وجيد جدًا للفصيل المؤيد “لإسرائيل” في الولايات المتحدة التي تسيطر على حكومتنا كأمريكيين، والتي تهدف أيضًا إلى الحد من التأثير التجاري الصيني في المنطقة. إذاً هذا هو الرأي المنطقي في ما وراء ذلك. فإذا عدنا إلى قضية اغتيال الحريري ودخلنا في مسألة من المستفيد من ذلك الاغتيال غالباً سيكون المستفيد نفسه من تفجير الميناء في بيروت، فلا أعتقد أن حزب الله كان وراء مقتل الحريري بل إسرائيل.
أعتقد أن “الإسرائيليين” لديهم كل الأسباب لإبعاد الحريري عن الطريق، إذاً من قام بقتل الحريري هم نفسهم الذين قاموا بتفجير بيروت وهم حتماً “الإسرائيليين”. فالأمر ليس مستبعداً فهم من قاموا بالكثير من الاغتيالات الفردية والمجازر الجماعية كالتي كانت في مخيمات صبرا و شاتيلا للاجئين في عام 1982، وقضية قتالهم مع حزب الله في الإطار الزمني لعام 2006 في لبنان، حيث إن المعركة لم تكن على ما يرام بالنسبة “لإسرائيل”، لذا فإن ما يبدو وكأنه تأخير في نتيجة محاكمة الحريري بناءً على ما حدث الأسبوع الماضي في بيروت يبدو أنه يفيد فصيلًا واحدًا فقط من حيث إبقاء قضية الحريري بأكملها في الخلف وإبقائها خارج نطاق الرؤية العامة وإخفائها.
وبالنظر إلى الزاوية الأخرى من تفجير بيروت والتي تتطلب تحقيقاً أكبر هي مسألة كيفية وصول نترات الأمونيوم إلى ذلك المستودع في البداية، وكيف تم تخزينها هناك لمدة ست أو سبع سنوات. وفي هذا الصدد لدينا سفينة كانت رحلتها أساسًا من جورجيا إلى موزامبيق تحت علم مولدوفا وكان قبطانها روسيًا، أو مالك السفينة روسي، ثم تأتيه الأوامر بتحويل وجهته إلى ميناء بيروت. وهذا يحمل مزيدًا من الشك ويجب التحقيق فيما يتعلق بتلك السفينة، والشركة التي كانت تمتلك تلك السفينة في ذلك الوقت. ومسألة الممر برمتها هي المسار الذي تم اتخاذه، لماذا تم تحويلها فجأة إلى بيروت ؟يجب التحقيق في هذا اللغز بشكل جدّي.
وسأكرر قولي: لا أعتقد أن حزب الله يخطىء لدرجة امتلاك منشأة تخزين مثل تلك الموجودة في ميناء بيروت حيث ستكون معرضة تمامًا للتخريب فهم أذكى من ذلك، وبالطبع، القصة في وسائل الإعلام الرئيسية هي أن حزب الله ربما كان له علاقة بتخزين نترات الأمونيوم في ذلك المستودع. أعتقد أن قيادتهم أكثر ذكاءً.
هل هناك علاقة بمحاكمة اغتيال الحريري؟.. بالتأكيد يمكن أن يكون هناك اتصال، وسأعطيكم بضعة أمثلة كلاسيكية لكيفية عمل ذلك في الحكومة الأمريكية. من الواضح أن كل الأشياء التي اختفت في أعقاب التحقيق الرسمي في وفاة الرئيس جون كينيدي في هذا البلد عام 1963 ستكون دليلاً إيجابياً على حقيقة أن الحكومات الفاسدة تعمل بهذه الطريقة.
بعد كل شيء تمت إزالة قضية اغتيال الرئيس بطريقة غامضة من الأرشيف الوطني، ولدينا القضية المتعلقة بالانتحار المفترض لفينس فوستر كبير المسؤولين القانونيين للرئيس بيل كلينتون في ذلك الوقت، وفي هذه الحالة بالذات، انتحار فوستر المفترض، والذي يتضمن الكثير من الأسئلة المتعلقة بهذه القضية برمتها ما إذا كان قد قتل نفسه بالفعل أم لا، أو قُتل مع نقل الجثة إلى فورت مارسي بارك، وبعد الحادثة مباشرةً قاموا بتطهير مكتب فوستر قبل أن يُسمح لأي من المحققين الفيدراليين بالوصول إلى هناك حيث كانت ماجي ويليامز، رئيسة موظفي السيدة هيلاري كلينتون، التي أغلقت مكتب فوستر وقاموا بإزالة الكثير من الوثائق والمواد الأخرى التي يحتملأن تدين شخصاً ما.
وبالعودة إلى قضية اغتيال الحريري والأمور المتعلقة بها وتحويلها إلى المحكمة الدولية التي تسيطر عليها أمريكا و”إسرائيل” وإخفاء جميع الأدلة المتعلقة بالحادثة، هذا يدلنا على أن ( أمريكا وإسرائيل ) هما من قاما باغتيال الحريري وتفجير الميناء في بيروت.
بقلم مارك دانكوف