الكفيفة ريمة مسعود فقدت بصرها في الخامسة من عمرها لكن بصيرتها المتقدة أوصلتها إلى درجة الدكتوراه في اللغة العربية
الثورة اون لاين _ السويداء _ رفيق الكفيري :
فقدت بصرها وهي في عمر الخمس سنوات ولكنها امتلكت بصيرة وقادة شقت من خلالها طريقها لاستمرارية الحياة وبإصرار وإرادة قوية رسمت طريق النور بالعلم والمعرفة فكانت متفوقة في الشهادة الاعدادية حيث حصلت على ٢٥٢ درجة من أصل ٢٩٩ درجة لتكون بعدها من العشرة الاوائل على مستوى سورية في الشهادة الثانوية
بحصولها على ٢٠٥ درجات ؛ وبإرادة قهرت كل الصعوبات تمكنت من دراسة اللفة العربية وحصلت على درجة الإجازة فيها من جامعة دمشق ولتكون الأولى على دفعتها ، ومؤخرا توجت مشوارها العلمي بحصولها على درجة الدكتوراه في اللغة العربية وكانت رسالتها لنيل الدكتوراه / صورة الكون والحياة عند شعراء العصر العباسي الأول / بتقدير ممتاز وعلامة قدرها ٩٠ درجة ، إنها ابنة جبل العرب الأشم ريمة ابراهيم مسعود التي تبلغ من العمر أربعين ربيعا ونيف ، مسعود رغم ما أصابها بفقدان بصرها وحسب ما قالت لم يشكل عقبة أمامها و بالتصميم والإرادة تمكنت ان تحقق مرتبة علمية رفيعة مؤكدة أن النجاح والتفوق ليس منوطاً بالأشخاص الأصحاء فقط، فعندما يمتلك المرء إرادة قوية وقدرة على التحدي ويلقى الاهتمام من الأسرة التي يعيش في كنفها وما توفره من أجواء مناسبة ورعاية وتحفيز على إكمال الدراسة يتحقق الهدف المنشود ، وأشارت مسعود إلى أنها منذ صغرها أحبت اللغة العربية ورغم صعوبة الدراسة فيها حيث أنه لم يكن هناك أي شيء في الجامعة يتعلق بالمكفوفين، فكانت مثلها مثل أي طالب أو طالبة عادية، إضافة لذلك طريقة “بريل” التي تعد المرشد الأساسي للمكفوفين كانت بمنتهى الصعوبة جراء كثافة المحاضرات والكتب.
وأضافت: إن نجاحها دفعها للتطلع نحو الدكتوراه ونالت ما أملت به لتصبح أول طالبة كفيفة تنال الدكتواره بقسم اللغة العربية، حيث كانت رسالتها عن الكون والحياة عند شعراء العصر العباسي و ووجهت مسعود التحية والتقدير للدكتور خالد الحلبوني الذي أشرف على رسالة الدكتوراه التي حصلت عليها وأمدها بالدعم والاهتمام اللازمين .